قالت مصادر مطلعة إن مسؤولا رفيعا في جهاز الأمن والشرطة، التابع لجبهة البوليساريو في مخيمات تندوف، يستعد للعودة إلى المغرب، في وقت لم يحدد بعد، رفقة أفراد عائلته، التي التحق البعض منها بالمغرب في وقت سابق، ورفقة عدد من العائلات الصحراوية الأخرى. وأوضح المصدر أن مجموعة من العائلات الصحراوية توجد حاليا في موريتانيا وفي منطقتي مهيريز وتيفاريتي، منزوعتي السلاح بمقتضى الهدنة المبرمة بين المغرب والبوليساريو عام 1991 تحت إشراف الأممالمتحدة، في انتظار عودتهم إلى المغرب «ولا يمنعهم الآن من دخول المغرب سوى غياب وسائل النقل»، حسب المصادر التي تحدثت إليها «المساء» أمس. ووفق نفس المصادر فإن محمد المحفوظ، وهو مدير سابق للشرطة في البوليساريو الذي عمل إلى جانب مصطفى مولود ولد سلمة، من الممكن أن يكون على رأس هذه العائلات التي تنتظر الوقت المناسب للعودة إلى أرض الوطن، كما يمكن أن يؤخر عودته بانتظار مصير زميله السابق ولد سلمة. واشتغل المحفوظ مدير شرطة في «مدرسة27» في مخيمات تيندوف، بعد تخرجه في سلك الأمن والشرطة من الجزائر، ثم عمل في مخيم السمارة في الشرطة القضائية في ما بعد، وعندما دخل ولد سلمة إلى المغرب في بداية الشهر الماضي، قبل اعتقاله من طرف جبهة البوليساريو، كان المحفوظ إلى جانبه، قبل أن يفترقا في الزويرات، حيث دخل ولد سلمة وبقي المحفوظ هناك. ولدى علم قيادة البوليساريو بدخول ولد سلمة إلى المغرب في الساعات الأولى تم إصدار أمر قضائي بتوقيفهما لدى عودتهما، لكن تخوف البوليساريو من إثارة مشاكل أكبر باعتقال اثنين من أبرز المسؤولين في شرطة الجبهة دفع هذه الأخيرة إلى استثناء المحفوظ لكونه لم يدخل إلى المغرب ولم يدل بأي تصريحات مثل ولد سلمة، الذي عقد ندوة صحفية في مدينة السمارة أعلن فيها تأييده لمبادرة الحكم الذاتي للمغرب حول نزاع الصحراء. ووفق رواية المصادر فإن المحفوظ رافق ولد سلمة على إثر عودته إلى المخيمات إلى منطقة مهيريز، ليتم اعتقال ولد سلمة في نفس اليوم. وفي موضوع ذي صلة، ذكرت نفس المصادر أن قيادة البوليساريو، وعلى رأسها مدير الأمن العسكري محمد ولد اعكيك وقائد الناحية العسكرية الثانية في تندوف إبراهيم بيد الله المعروف باسم كريكاو، عقدت لقاء مع ولد سلمة من أجل ثنيه عن تصريحاته السابقة وعرضت عليه أن يختار أي مكان يريد العيش فيه خارج المخيمات على أن لا يختار الدخول إلى المغرب ولا يقترب من مخيمات الصحراويين، خشية إثارة ردود فعل سلبية في غير صالح محمد عبد العزيز ومن معه، مضيفة -أي المصادر- أن ولد سلمة رفض تلك العروض وطالب قيادة الجبهة بإصدار بيان تبرئه فيه من تهمة التجسس والعمالة التي أصدرتها في حقه قيادة الجبهة، لكن هذه الأخيرة امتنعت، لأن من شأن ذلك أن يظهر موقفها أقل تماسكا أمام الصحراويين والرأي العام الدولي.