قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، مفتش عام «شرطة» البوليساريو، ردا على تصريحات ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية بباريس عمر منصور، «يؤسفني أن أنتمي إلى قوم هذا سلوكهم». و أوضح ولد سيدي مولود، في اتصال مع «المساء» من موريتانيا، أن تصريحات المسؤول بجبهة البوليساريو كشفت له «حقيقة الجبهة التسلطية ووضعت شعاراتها على المحك»، قبل أن يضيف قائلا: «يؤسفني أن أنتمي إلى قوم هذا سلوكهم». وكان عمر منصور قد عرض على مصطفى سلمى ولد سيدي مولود خلال لقاء تلفزي على شاشة «العربية»، الاختيار بين التحاق عائلته وأبنائه به بموريتانيا ومن ثم العودة إلى المغرب أو محاكمته بتهمة «الخيانة» في مخيمات الجبهة بالبوليساريو. وقال منصور: «إن أي إنسان لم يعد له اختلاف مع المغرب لن يبقى له مكان في مخيمات تندوف»، وأضاف «أما بخصوص ولد سلمى، فإذا كان يرغب في أن تلتحق به عائلته فسيكون له ذلك، إذا ما عبرت عائلته وأبناؤه عن رغبتهم في الالتحاق به»، في الوقت الذي يصر ولد سلمى على أن «قضية الصحراء لا يملكها منصور ولا غيره، ولكن هي قضية الصحراويين جميعهم». و أشار مصطفى ولد سيدي مولود إلى أنه يريد العودة إلى مخيمات تندوف ليلتحق بعائلته ويقرروا جميعا مصيرهم بدل أن تتدخل الجبهة الانفصالية في تحديدها، وقال: «أريد تمكيني من رؤية عائلتي حتى نقرر مصيرنا بأنفسنا بدل أن يقرر الآخرون مصيرنا، وهذا ما عبرت عندما قلت في ندوة بالسمارة إن على الصحراويين أن يقرروا بأنفسهم مصيرهم». وأضاف قائلا: «لقد أبرزت تصريحات المسؤول في البوليساريو أن جبهة البوليساريو تتحكم في رقاب العباد، وأنا كنت أعتقد أني في مخيمات أكثر حرية، ولكن كشفت تصريحات المسؤول زيف هذا الادعاء، وبأني كنت واهما»، قبل أن يضيف «كنا نعتقد في المخيمات أن المغرب هو السبب في معاناتنا، ولكن تبين لي أن سبب معاناتنا هي البوليساريو نفسها». وتحدث مصطفى ولد سيدي مولود عن الحصار الذي تتعرض له عائلته بمخيمات تندوف إلى حد أن الأمر وصل إلى التهديد بالقتل والتصفية الجسدية. وأضاف مصطفى ولد سيدي مولود في اتصال مع «المساء» بأن ابنه البالغ من العمر 12 سنة اتصل به مؤخرا وطلب منه عدم العودة إلى مخيمات تندوف لأن في ذلك خطورة على حياته. وقال ولد سيدي مولود: «تصوروا أن مثل هذا الكلام يصدر عن طفل في الثانية عشرة من عمره». ومن جهة أخرى، قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود إن تصريحات عمر منصور تؤكد بأنه ممنوع من دخول مخيمات تندوف لأسباب سياسية تتعلق بالرأي وليس لأسباب جنائية. وختم مصطفى سلمى ولد سيدي مولود حديثه ل«المساء» قائلا: «أريد أن أوجه رسالة عبر صحيفتكم إلى الرأي العام وإلى العالم بأكمله بأني محروم من أبسط الحقوق. عندما نفصل شاة عن جديها تقوم القيامة، فبالأحرى عندما يتعلق الأمر بالبشر». يشار إلى أن مصطفى ولد سيدي مولود كان قد خلق الحدث مطلع الشهر الماضي عندما أعلن، وهو المسؤول السامي في جهاز «الأمن» بالبوليساريو، من مدينة السمارة مسقط رأسه، التي اختطف منها وعمره تسع سنوات رفقة أمه وأفراد من عائلته من قبل مليشيات جبهة البوليساريو، عن دعمه لخيار الحكم الذاتي باعتباره أهم وأفضل الحلول المعروضة لحل نزاع الصحراء، وقرر خلال نفس الندوة الصحفية العودة إلى مخيمات تندوف من أجل إقناع الصحراويين بضرورة التوحد واستعادة حقهم المصادر من قبل قيادة البوليساريو منذ تأسيسها في سبعينيات القرن الماضي.