سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جبهة البوليساريو تحدث خلية أزمة وتضع عائلة وأصدقاء ولد سيدي مولود تحت المراقبة خط الشهيد: مواقف ولد سيدي مولود من الحكم الذاتي تضع قيادة الانفصاليين في ورطة ليس من السهل الخروج منها
قالت الجبهة الشعبية «خط الشهيد»، وهي حركة منشقة عن جبهة البوليساريو الانفصالية، إن تصريحات القيادي في جبهة البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، التي عبر عنها خلال ندوة صحفية بداية الأسبوع الجاري بمسقط رأسه السمارة، تشكل تحديا كبيرا لقيادة جبهة البوليساريو وللجزائر نفسها، خاصة وأن مصطفى ولد سيدي مولود ينتمي إلى عائلة كبيرة داخل مخيمات تندوف. وأوضحت في مقال لها نشرته على موقعها في الأيام القليلة الماضية إن عودة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود إلى مخيمات تندوف بعد ندوته الصحفية الشهيرة بالسمارة التي عبر فيها عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب وبأن قيادة البوليساريو مجرد جهاز متسلط مسلط على رقاب الصحراويين بمخيمات تندوف، يعد تحديا كبيرا لقيادة البوليساريو واختبارا حقيقيا لمصداقيتها. وكان ولد سيدي مولود المسؤول الأمني البارز بجبهة البوليساريو قد أكد خلال ندوته الصحفية أنه سيعود إلى تندوف، وأنه لا يخشى العواقب التي يمكن أن تقع له خلال عودته إلى المخيمات وقال «ليقع ما يقع، أنا لا تهمني في الوقت الحالي العواقب». وجاء في المقال «لما قلنا في خط الشهيد بأن قيادة البوليساريو متسلطة، ومتمسكة بالسلطة، ولا تسمح بالتناوب عليها، وبعيدة عن الديمقراطية واحترام الرأي الآخر، رغم تمسكنا بثوابت ثورة عشرين ماي، حرمنا من دخول المخيمات لكي لا نشوش على القيادة، وفكرها الوحيد لا يريد المزاحمة، داخل المخيمات... بعث لهم الله من هو أقوى منهم، الشاب، مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود المفتش العام لجهازهم القمعي المعروف بالشرطة، هذا الشاب أعلن اليوم ومن مدينة أجداده، السمارة، أنه مع الحكم الذاتي وسيدافع عنه داخل المخيمات، زيادة على ما قلناه نحن عن القيادة وتسلطها». وأضاف المصدر ذاته أن قرار مصطفى ولد سيدي مولود العودة إلى مخيمات تندوف «لفتح حوار حول الحكم الذاتي بين الصحراويين وعلى رأسهم عائلته من قبيلة لبيهات، سيجعل قيادة البوليساريو في موقف تحد رهيب، وفي ورطة ليس من السهل الخروج منها. إذا اعتقلته أو أعطت أوامر للجزائريين باعتقاله، فستجد نفسها في وضعية لا تحسد عليها من حيث الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، التي كانت السلاح الوحيد في يدها الذي تستخدمه ضد المغرب، منذ وقف إطلاق النار حتى اليوم». أما في حالة ما دخل إلى مخيمات تندوف ولم يعتقل «فسيفتح حوارا بالمخيمات، وسط شعبيته الكبيرة ومعارفه الكثيرين وعائلته التي تعد من أكبر العائلات الصحراوية بالمخيمات، حول الحكم الذاتي وذلك ما سيسيل الماء من تحت زرابي القيادة الفاخرة». وختمت الجبهة الشعبية خط الشهيد قائلة «ستندم قيادة البوليساريو على قرارها الذي اتخذته بحق قيادة خط الشهيد، التي منعتها من الدخول للمخيمات لا لشيء إلا لأنها تعارض تسلط هذه القيادة، وجاءتهم الضربة من حيث لم يكونوا يحتسبون، ومن من لا قبل لهم به، من المفتش العام للشرطة، وعضو من عائلة كبيرة من أكبر قبائل الرقيبات، فهل يستطيعون اعتقاله أو منعه من دخول المخيمات؟». ومن جهة أخرى، ذكرت بعض المصادر الصحفية أن قيادة البوليساريو قامت بإحداث خلية أزمة مباشرة بعد التصريحات التي أدلى بها مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، إذ سارع زعيم الانفصاليين محمد عبد العزيز إلى استدعاء قادة الجبهة على عجل من أجل تدارس التصريحات التي عبر عنها القيادي الشاب وتداعياتها وطريقة التعامل معه. وتقررت أن تقوم بفرض رقابة على عائلته وأصدقائه. وأشارت نفس المصادر إلى أن خلية الأزمة التي تشكلت تحسبا لعودة ولد سيدي مولود إلى مخيمات تندوف، وضع على رأسها المسؤول العسكري بالجبهة محمد ولد البوهالي.