قال مصطفى ولد سلمى ولد مولود، القيادي الأمني في جبهة «البوليساريو» «إن الصحراويين في مخيمات الحمادة يقفون في طريق مجهولة المعالم». وأضاف، في ندوة صحفية عقدها أمس بمدينة السمارة عند نهاية زيارته للمغرب في إطار تبادل الزيارات، «أن قادة «البوليساريو» هم اليوم معزولون، وأن موضوع المفاوضات حول الصحراء محتكر من قبل قلة من هؤلاء القادة». وأشار مصطفى ولد سلمى ولد مولود، الذي غاب عن المغرب منذ 31 سنة حيث اختطف في هجوم نفذته قوات «البوليساريو» على مدينة السمارة وهو ابن تسع سنوات، حيث ترعرع في الجو المشحون بالخطابات حول قضية الصحراء، ودرس بمدارس الجزائر وخاصة المدرسة العليا للشرطة ليتقلد بعد ذلك مناصب هامة في سلك الامن كان آخرها مفتش عام لشرطة «البوليساريو»، أشار الى أنه «حان الوقت لإيجاد حل يسمح بنوع من التميز للصحراويين وهو تميز نابع من الرغبة في الحماية، موضحا أن الصحراويين مجموعة بشرية قد تصل في المعدل الى 200 ألف، وهو رقم ضئيل يتجاوزه بكثير عدد أفراد القوات الملكية المسلحة أو الجيش الجزائري. واعتبر مصطفى ولد سلمى ولد مولود، أن الحكم الذاتي هو «أنجع طريق للحل»، مؤكدا أن «المغرب تطور في اتجاه حل جدي». وانتقد القيادي الأمني في «البوليساريو» العديد من الممارسات التي يقوم بها قادة «البوليساريو» كغياب التعددية واعتماد نظام الحزب الواحد وهو «الجبهة» واحتكار المفاوضات والتعتيم عليها. وأعلن مصطفى ولد سلمى ولد مولود، خلال هذه الندوة التي حضرها أعيان وشيوخ قبائل الرگيبات، عن عودته اليوم [الثلاثاء] إلى تيندوف، حيث تنتظره أسرته. وفي معرض اجابته عن أسئلة الصحافيين وحول توقع رد فعل من قبل قادة «الجبهة»، قال إنه «لا يخشى إلا الله، وأنه كمسؤول أمني يعرف كل سجون «البوليساريو» وأماكن التحقيق في تندوف»، مضيفا «سأضع مزاعم ديمقراطية قيادة البوليساريو على المحك». ولاحظ مصطفى ولد سلمى ولد مولود، خلال زيارته للمغرب خلال ثلاثة أشهر قادته الى مدن في الجنوب والشمال، باندهاش انه لم يُسأل مرة واحدة عن هويته ووثائقه وهو كرجل أمن يعرف حساسية ودلالة هذا الموضوع». ومن جهة أخرى، أكد فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم، القيادي السابق في صفوف جبهة البوليساريو، والعائد مؤخرا الى أرض الوطن أن جميع الاختطافات والاغتيالات التي تقع بمخيمات تندوف يتم التخطيط لها بشكل ممنهج داخل ما يسمى ب «مديرية الأمن». وأوضح فاتح أحمد، المعروف داخل المخيمات باسم « أحمد فيليبي» ، في الجزء الأول من اللقاء الخاص الذي بثته قناة العيون الجهوية مساء يوم الأحد أنه يتم بهذه «المديرية» تدبير كل شيء، مبرزا أن حالات تصفيات تمت في ميدان المعارك التي خاضتها جبهة البوليساريو دون أن يعلم سكان المخيمات أي شيء عنها. وأضاف أن ما يسمى ب «مديرية الأمن» تضم قسما للاستنطاق هو عبارة عن « مجزرة « حقيقية تتم فيها عملية التصفية الجسدية للأشخاص دون التحقيق معهم وتحديد هوياتهم، وإصدار تقارير في شأنهم. وتطرق المسؤول الأمني السابق في البوليساريو في هذا الجزء الى ظروف التحاقه بصفوف البوليساريو، والتداريب العسكرية التي خضع لها بمعية أشخاص آخرين، سواء بالجزائر أو بتندوف تحت إشراف ضباط جزائرين. يشار إلى أن فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم المزداد سنة1954 بنواحي السمارة، انخرط في صفوف جبهة البوليساريو سنة1975 ، حيث التحق بالجناح العسكري قبل أن ينتقل إلى المنطقة العسكرية المحصنة المعروفة ب «جنين بورزك» في الجزائر التي تابع فيها تدريباته الأولية ليعود مرة ثانية الى تندوف، حيث خضع لتدريبات عسكرية أخرى بما يسمى «مركز النخيلة».