في أول رد فعل رسمي، اتهم إبراهيم غالي، العضو القيادي البارز في جبهة البوليساريو, تصريحات المسؤول الأمني البارز في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، التي أدلى بها خلال ندوة صحافية عُقِدت بداية الأسبوع الجاري بمدينة السمارة، واتهمه ب«الخيانة». وقال غالي، دون أن يشير إلى اسم مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، إن «الأصوات الخائنة لن تثني عزم الصحراويين على مواصلة الكفاح». وأوضح إبراهيم غالي، الذي يمثل جبهة البوليساريو في الجزائر العاصمة، أول أمس الثلاثاء، أن «الأصوات الخائنة لن تثني عزم الشعب الصحراوي على مواصلة كفاحه في سبيل تقرير مصيره، وفقا للمواثيق الدولية». وأضاف قائلا «إن الخيانة «ظاهرة اجتماعية وتاريخية ليست مرتبطة بشعب بعينه». ولم يشر المسؤول القيادي في جبهة البوليساريو إلى اسم مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، وجاءت هذه الاتهامات خلال استقباله وفدا مما يسمى «اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي». ووجدت جبهة البوليساريو، ومعها الجزائر، في وضع حرِج، بعد أن أقدم مصطفى سلمى ولد سيدي مولود على إعلان دعمه لخيار الحكم الذاتي من المغرب، خاصة وأنه ما زال يتحمل مسؤولية «سامية» في ما يعرف بجهاز الشرطة في مخيمات تندوف، والذي عبَّر، خلال الندوة الصحافية، عن رغبته في العودة إلى تلك المخيمات، كيفما كانت العواقب والنتائج. ولا يعرف كيف ستتعامل جبهة البوليساريو مع مصطفى سلمى ولد سيدي مولود: هل ستمنعه من دخول مخيمات تندوف؟ أم ستسمح له بذلك؟ هل ستتركه يدخل إلى المخيمات وتجرده، في نفس الوقت، من مسؤولياته السامية؟.. ومن جهة أخرى، استغرب فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية في العيون، الموقفَ الجماعي، الذي اتخذه الصحافيون الإسبان، المعتمدون في المغرب، بمقاطعة الندوة الصحافية التي نظمها القيادي في جبهة البوليساريو، مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود في السمارة. وجاء في بلاغ لفرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية في العيون أنه «تغيب عن هذه الندوة كل الصحافيين الإسبان المعتمَدين في بلادنا، في تنسيق تام بينهم، وكأنهم يعملون ضمن خلية مشترَكة ويخضعون لتوجه سياسي موحد. ومن المعروف عن هؤلاء الصحافيين أنهم يهتمون بقضية الصحراء ويتابعون عنها كل شاردة وواردة، ويقومون بنشر وبث ما يعتبرونه ملائما ومتماشيا مع توجهاتهم». وأشار البلاغ إلى أن «سلوك هؤلاء الصحافيين لا يمتُّ لأخلاقيات مهنة الصحافة بأي صلة ولا يحترم القواعدَ المهنية التي تفترض الموضوعية والنزاهة، وليس انتقاء الأخبار التي تسيء لإلى المغرب، مستعملين ازدواجية واضحة في المعايير». وقال محمد نوار، كاتب فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية في العيون والأقاليم الجنوبية، إن الهدف من إصدار هذا البلاغ هو كشف التعامل المزدوج وفضح الانتقائية لدى الصحافيين الإسبان مع قضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن المواطنين الإسبان من حقهم أن يعرفوا الحقائق عن هذه القضية، بكل حياد. وذكَّر محمد نوار بالطريقة التي تعاملت بها الصحافة والصحافييون الإسبان مع ملف أميناتو حيدار، إذ كانوا شبهَ مقيمين في مدينة العيون... ومن جهة أخرى نددت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بممارسات السلطات الإسبانية المنتهِكة لحقوق الإنسان، في تعاملها مع المهاجرين من جنوب الصحراء ومع مواطنين مغاربة، كما دعت إلى فتح مفاوضات مغربية -إسبانية لاسترجاع المغرب سبتة ومليلية والجزرَ الشمالية. وجاء في بلاغ للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، توصلت «المساء» بنسخة منه، أن الجمعية تستنكر ما تعرض له المهاجرون الأفارقة والمواطنون المغاربة من معاملة منافية لحقوق الإنسان، وطالب البلاغ بفتح تحقيق في الموضوع ومتابعة المسؤولين عن هذه المعاملة التي وصفتها الجمعية ب»الإجرامية». ونددت الجمعية، أيضا، بالمقاربة الأمنية في التعامل مع إشكالية الهجرة غير النظامية، وبشكل خاص، السياسة الأمنية الأوربية لقمع الحق في التنقل، ضدا على مقتضيات المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، كما تطالب بتفعيل المقاربة الحقوقية التي تضمن الحقوق الإنسانية لأي إنسان، أينما كان.