أكد عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، لحسن مهرواي، أن موقف مصطفى ولد سلمى سيدي مولود، المفتش العام ل «شرطة البوليساريو »، من قضية الصحراء هو «إيجابي » بالنسبة لمستقبل المغرب العربي والمنطقة المتوسطية بأسرها .» ولد سلمي سيدي مولود وأكد مهراوي، في تصريح بثته، أول أمس الثلاثاء، القناة الدولية للإذاعة الوطنية «شين أنتير »، أن «هذا الموقف لا يتعارض مع ما يقوله المنتظم الدولي .» وقال مهراوي إن المسؤول في «البوليساريو » اختار المغرب للإعلان عن تصريحاته بخصوص الأوضاع في تندوف، وللتحدث بحرية حول هذه القضية، لأنه لن يستطيع، بأي حال من الأحوال، فعل ذلك حيث هو »، مضيفا أنه «إذا كان هذا الموقف اليوم، هو موقف مسؤولي "البوليساريو" والجزائر، أعتقد أن الأمور تأخذ منحى إيجابيا جدا .» وكان ولد سلمى سيدي مولود وصف ب «المبادرة الوجيهة » مخطط الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب لحل قضية الصحراء. وأكد ولد سيدي مولود، في ندوة صحفية، الاثنين الماضي، بالسمارة، أن «الحكم الذاتي مبادرة جيدة وهو أفضل حل ممكن لقضية الصحراء »، مشددا على عزمه الدفاع عن مواقفه في أوساط المحتجزين بمخيمات تندوف مهما كلفه ذلك من ثمن، قائلا «إنني أشرف، من خلال مهامي، على جميع معتقلات تندوف، وبالتالي لا يخيفني أن أكون أحد نزلائها دفاعا عن هذه المواقف .» وقال المسؤول في البوليساريو إن الصحراويين سيجدون في مشروع الحكم الذاتي أنفسهم، وسيمنحهم فرصة تطوير ثقافتهم »، مستبعدا الفكرة التقليدية، والمتقادمة، التي تنادي بها قلة قليلة من قيادة بوليساريو، لتشكيل دويلة قزمية على الحدود المغربية الجزائرية. وأضاف «نحن مجموعة بشرية صغيرة، لن نتجاوز، في أقصى تقدير، 200 ألف شخص، وهو رقم أقل من الجيش الجزائري، وبالتالي، سنظل معرضين لكثير من الأخطار، ولن نستطيع حماية أنفسنا، في حالة تشكيل كيان منفصل .» ودعا الصحراويين في الجهتين إلى «الجلوس إلى طاولة الحوار، للتفكير في مصلحتهم، بعيدا عن أي طروحات انفصالية تتنصر لإقامة دويلة في الصحراء »، وإلى تغيير نظرتهم لبعضهم البعض، وتطوير تفكيرهم من أجل فتح حوار جاد حول مشروع الحكم الذاتي، الذي أبدى اقتناعه به من الناحية المبدئية. وقال «يجب ألا نظل ننتظر أن تجد إسبانيا، أو الجزائر، أو فرنسا، أو أميركا، مصلحتها لنصل إلى حل .» يشار إلى أن ولد سلمى متزوج ورب أسرة، تضم أربعة أبناء، وهو ابن الشيخ سلمى ولد سيدي مولود، أحد كبار شيوخ قبيلة الركيبات الصحراوية، وشيخ تحديد الهوية في المناطق الجنوبية للمغرب، وتعرض للاختطاف من طرف البوليساريو بمدينة السمارة، سنة 1979 ، وعمره لا يتجاوز، آنذاك، 9 سنوات، رفقة أمه وأربعة من إخوته، لينقل إلى مخيمات المحتجزين، بتندوف.