احتارت الأجهزة الأمنية التي عهد إليها بحماية ومراقبة مسيرة القسَم التي نظمها قرويو جماعة «الفضالات»، التابعة لإقليم ابن سليمان، صبيحة يوم الأحد الماضي. فعناصر الدر الملكي والقوات المساعدة وأفراد السلطات المحلية، الذين عهد إليهم بتتبع سير المسيرة على طول الخطوط المبرمجة لها، ردد بعضهم شعارات المسيرة وراء حامل مكبر صوت... كما حاول بعضهم الانسلال، بحذر، ولو لدقائق، للشعور بأنهم شاركوا في مسيرة القسم، الأولى من نوعها في الوسطين القروي والحضري. فقد خرج القرويون في جماعة «الفضالات» في مسيرة لإحياء الذكرى ال35 للمسيرة الخضراء المظفرة، تحت شعار «الوفاء لقسم المسيرة الخضراء إقرار بالمواطنة والوطنية الحقة». ولم تحُل الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة دون تلبية شباب وأطفال المنطقة النائية نداءَ جمعية اليد في اليد للتنمية والأعمال الاجتماعية الداعية إلى «مسيرة القسم»، حيث انطلقت المسيرة ابتداء من الساعة ال11 صباحا من «تجزئة الوردة» في اتجاه «تجزئة الفضيلة»، مرورا بمقر قيادة «الفضالات». وقد حمل أزيد من خمسين مشاركا المصاحف القرآنية وصور الملك محمد السادس والأعلام الوطنية، تتصدرهم لافتة تحمل قسم المسيرة، حيث رددوا شعارات الوفاء للقسم والوطن وأخرى داعية الى الإسراع بتسوية ملف الصحراء المغربية. وقد نُظِّمت مسيرة القسم تحت مراقبة عناصر من الدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، حيث شوهد البعض منهم وهو يحاول الانسلال، بحذر، للمشاركة في المسيرة ذات البعد الوطني. واختتمت المسيرة بقراءة الفاتحة، ترحُّماً على شهداء الوحدة الوطنية ومبدع المسيرة الخضراء الملك الراحل الحسن الثاني. وقال علي فكري، رئيس الجمعية المنظمة، إن الهدف من تنظيم المسيرة هو التذكير بمدى تمسُّك المغاربة بصحرائهم وتمكين القرويين من التعبير عن وطنيتهم وقدرتهم على دعم كل نضالات الوطن.