نجح فريق الفتح الرياضي الرباطي لكرة القدم في وضع رجل أولى في مباراة نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عقب تحقيقه لنتيجة الانتصار على مضيفه الاتحاد الليبي بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، خلال المباراة التي دارت بينهما مساء يوم الجمعة الماضي بملعب 11 يونيو بالعاصمة الليبية طرابلس. وأفلح لاعبو الفتح في تجاوز جميع الظروف غير الطبيعية التي سبقت المباراة، والتي كانت الغاية منها إضعاف حظوظ الفريق المغربي والتقليل من تركيز لاعبيه، بما فيها سوء الإقامة والضغط الجماهيري الكبير، الذي اتخذ أبعادا لا رياضية تجسدت في رشق اللاعبين وأعضاء الطاقم الإداري والطبي، وحتى حوالي ألف متفرج من أعضاء الجالية المغربية المقيمة في ليبيا وتونس بالحجارة وبالقارورات الزجاجية. لكن أسوأ مظاهر مضايقات الجماهير الليبية هي التي صدرت عن بعض العشرات منهم الذين لم يتوقفوا طوال المباراة عن تسديد إشارات الليزر صوب لاعبي الفتح بغرض إرباكهم والتقليل من تركيزهم، ما استدعى تقدم الطاقم الإداري للفريق المغربي باعتراض لدى الحكم الرابع فال أوصمان، الذي هدد في بادئ الأمر بتوقيف المباراة بسبب تحريم «الفيفا» استعمال هذه الوسائل داخل الملاعب الرياضية، لكن نفس الحكم عاد وأغمض عينيه عن كل ذلك بمجرد أن سجل فريق الفتح الرياضي هدفه الأول. ورغم أن الفتح ربح المباراة فإنه خسر جهود ثلاثة من أفضل لاعبيه، ويتعلق الأمر بكل من العميد حمودة بنشريفة ومحمد أمين البقالي، والحسن إيسوفو. وتشير كل التقارير إلى أن الاتحاد الإفريقي قرر أن تكون مباراة العودة في تونس إذا نجح الصفاقسي في اجتياز عتبة الهلال في مباراة نصف النهائي، أو الاحتكام للقرعة في حال أفلح الهلال في حسم المباراة لمصلحته. وتكريما للعميد حمودة بنشريفة على أدائه الجيد في المباراة فقد اختير كأحسن لاعب، من طرف إحدى الصحف المحلية الليبية. وغابت السفارة المغربية عن جميع أطوار وفترات إقامة الفتح بمدينة طرابلس، حيث إن السفير المغربي تخلف عن تقديم أبسط المساعدات اللوجيستية لبعثة الفتح، بما في ذلك أعلام المملكة، واكتفى معاونوه فقط بالحضور إلى الفندق ليلة المباراة لطلب الحصول على تذاكر المباراة، كما لو أن الأمر لا يهمه في شيء. في حين أنه أصر على التواجد في المنصة الشرفية لأخذ الصور التذكارية ومصاحبة الوفد الرسمي الذي ألقى السلام على اللاعبين قبيل انطلاقة المباراة. وأعجب جميع من تابع المباراة بالأجواء التي خلقتها جماهير الاتحاد التي ناهز عددها 35 ألف متفرج، ما خلق دفئا كبيرا وصخبا واضحا لم يخفت وميضه سوى الهدف الذي سجله المهاجم هشام الفتحي في شوط المباراة الأول من ارتداد هجومي سريع.رغم أن التعليمات التي تلقاها لاعبو الفريق اليبي كانت تسير في اتجاه العمل على تفادي تلقي مرماهم هدفا مباغتا لكن طرد المهاجم النيجيري الحسن إيسوفر بعد مخاشنته للمدافع عبد العزيز بريشت أمام عيني الحكم السنغالي دياتا بادارا، حثم إكمال الفتح للمباراة منقوص العدد، وأحيى آمال لاعبي الاتحاد، وأسهم كذلك في عودة الدفء إلى مدرجات ملعب 11 يونيو، كما أفرز للتو ضغطا ليبيا لم يقو على تغيير معالم الشوط الأول. وعاد لكن العميد بنشربفة ليسجل الهدف الثاني في حدود الدقيقة 47 إثر تنفيذ ناجح لضربة ثابتة على مقربة من مربع العمليات. هذا الهدف صعب كثيرا من مهمة الفريق الليبي، الذي فقد التركيز واكتفى فقد بالاعتماد على إرسال الكرات العالية صوب رأس المهاجم الزوين، وإثر تسديدة قوية من رجل المهاجم يونس الشيباني، تمكن الفريق الليبي من تقليص النتيجة وتسجيل هدفه الأول والأخير، قبل أن يعلن الحكم السنغالي ديتا بادرارا عن نهاية المباراة بانتصار فتحي مغربي هام.