أصيب العشرات من فلسطينيي الداخل بجروح وحالات اختناق، بينهم العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي حنين زعبي، أمس الأربعاء، إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة أم الفحم بحراسة مسيرة استفزازية للمستوطنين ضد الحركة الإسلامية، كما واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من عشرة شبان قاموا بالتصدي لمسيرة المستوطنين الاستفزازية، ونقلتهم إلى جهات مجهولة. وقال مركز فلسطيني ال48: «إن قوات الاحتلال باشرت إطلاق قنابل الغاز والرصاص المعدني صوب أهالي المدينة الذين تصدوا لمجموعات المستوطنين المتطرفين الذين حاولوا تنظيم مسيرة استفزازية في شوارع المدينة، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق وجراح طفيفة، بينهم العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي حنين زعبي، والقائم بأعمال رئيس بلدية أم الفحم مصطفى سهيل». وشهدت مدينة أم الفحم، أمس الأربعاء، مواجهات بين الشبان في المدينة وقوات الشرطة الإسرائيلية التي جاءت لتفصل بين متظاهرين من حركة «إسرائيل أرضنا» الإسرائيلية اليمينية يطالبون بحظر الحركة الإسلامية ومنعها من القيام بأي نشاطات داخل إسرائيل. وكان العشرات من نشطاء اليمين المتطرف في إسرائيل قد نظموا تظاهرة قرب أحد مداخل مدينة أم الفحم العربية للمطالبة باعتبار الحركة الإسلامية خارجة عن القانون، والإبقاء على سجن رئيسها الشيخ رائد صلاح مدى الحياة. كما احتشد، في ذات الوقت، المئات من سكان المدينة ومؤيدي الحركة الإسلامية والأحزاب العربية في المكان للتصدي للتظاهرة، في وقت عززت فيه الشرطة وجودها في المنطقة. وقالت مصادر فلسطينية إن الشرطة الإسرائيلية وافقت على منح تصريح للجماعات اليهودية لتنظيم المظاهرة التي وصفتها ب«الاستفزازية»، شرط أن تجرى على بعد مسافة خمسين مترا عن المدخل الشمالي للمدينة. وتطالب هذه الجماعات -التي يقودها باروخ مارزل وإيتمار بن جبير- بحظر عمل الحركة الإسلامية في إسرائيل. وتنظم المظاهرة عشية ذكرى اغتيال الحاخام مئير كاهانا، صاحب نظرية طرد العرب من ديارهم وترحيلهم. وقال مراسل «الجزيرة»، إلياس كرام، إن الأجواء في المدينة متوترة جدا، مشيرا إلى اعتقالات في صفوف المتظاهرين العرب الذين خرجوا احتجاجا على خطط اليهود. وأضاف أن الشرطة سارعت إلى نشر قوات كبيرة وتعزيزات في المناطق المجاورة مع مجموعة من المستعربين. من جهة أخرى، أصدر حاخام مدينة صفد في شمال إسرائيل فتوى تحرم على اليهود في المدينة بيع أو تأجير أي عقار للطلبة العرب الذين يدرسون في كلية صفد. وكان عدد من اليهود المتطرفين هاجموا مساكن الطلبة العرب عقب الفتوى، في وقت تعمل فيه إدارة الكلية بتعاون مع الشرطة لاحتواء الأزمة وتخفيف حدة التوتر. وقد أطلقت الشرطة الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، لتفريق المتظاهرين العرب ومنعهم من الاصطدام بالمتظاهرين اليمنيين. وكان نحو 30 محتجا من اليهود اليمينيين قد توجهوا إلى أم الفحم، معقل رائد صلاح، الذي يقول إن إسرائيل تهدد المواقع الدينية الإسلامية في القدس وتعرضها للخطر. وقال الناطق باسم الشرطة، ميكي روزنفلد، إن أفرادا من الشرطة أرسلوا إلى أم الفحم لتجنب حدوث مواجهات مباشرة بين سكانها من العرب واليهود اليمينيين. وتقدم أفراد الشرطة، وبعضهم من الخيالة، في اتجاه المتظاهرين العرب، يقدر عددهم بنحو مائتين، الذين أمطروا الشرطة برشقات من الحجارة. وقال أحد منظمي المظاهرة من حركة «إسرائيل أرضنا» اليمينية إن أم الفحم مدينة إسرائيلية، وعليه لهم الحق في التظاهر من دون معوقات. يشار إلى أن رائد صلاح مسجون في إسرائيل بعد أن أدانه القضاء الإسرائيلي بأعمال شغب والاعتداء، عقب مناوشات مع الشرطة الإسرائيلية، التي واجهت متظاهرين فلسطينيين أثناء القيام بأعمال هندسية بالقرب من المسجد الأقصى في عام 2007.