قرر قياديون وقياديات بشبيبة العدالة والتنمية، ينتمون إلى المكتب المحلي لمدينة سوق أربعاء الغرب إقليمالقنيطرة، أول أمس، تقديم استقالة جماعية من الحزب والشبيبة، ومغادرتهم لهما بصفة نهائية. وكشف أعضاء المكتب المحلي، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أن استقالتهم جاءت للاحتجاج على ما وصفوه بالقمع المسلط على حرية التعبير وتكريس الولاءات والطاعة العمياء، منددين في هذا الإطار بسياسة زرع أسباب الانقسام والفرقة والبلبلة لخلق تكتلات تابعة للحفاظ على المواقع، وبالقرار الانضباطي الذي صدر في حق عضوين منهم من أجل حرمانهما من المشاركة في المؤتمر الإقليمي، الذي من المفترض أن يكون قد أنهى أشغاله الأحد الماضي، واصفين المؤتمر الجهوي الذي عقد الأسبوع ما قبل الماضي بأنه مهزلة لما شابه من فوضى واختراق وحضور أعضاء مستقيلين من الحزب وغرباء. وقال المستقيلون، وهم «زكرياء ب»، عضو اللجنة المركزية للشبيبة ونائب الكاتب الجهوي بجهة الغرب الشراردة بني احسن وكاتبها المحلي بالمدينة نفسها، ومحمد صغير، عضو الكتابة الإقليمية، ووفاء السليماتي، نائبة الكاتب المحلي، ومريم بواركان، عضو بالمكتب ذاته، وابتسام السليماتي، نائبة أمين مال المكتب المحلي للشبيبة، إن الحزب أضحى عرضة ل«التمييع» بعدما صار، في نظرهم، يفتح الباب لكل من هب ودب، كما حصل مؤخرا، يضيف البيان، حينما تم منح العضوية لثلاثة مستشارين جماعيين دون التقيد بمساطر الحزب. وشجب موقعو بيان الاستقالة ما أسموه «تواطؤ» المسؤولين الإقليميين والجهويين للحزب والشبيبة مع الكاتب المحلي لفرع سوق أربعاء الغرب المطعون، حسبهم، في قانونيته، معلنين رفضهم الضغط، الذي مورس على أعضاء الشبيبة قصد تكذيب ما جاء في مقال سابق ل«المساء» نشر بتاريخ الثالث عشر من الشهر الجاري، والذي كان قد سلط الضوء على بعض الحقائق والوقائع التي شهدها المؤتمر الجهوي للحزب بالقنيطرة. وبالمقابل، وصف عز العرب خلابي، الكاتب الجهوي للشبيبة وعضو الكتابة الإقليمية للحزب بإقليمالقنيطرة، هذه الاستقالات بأنها مجرد فتنة كان من ورائها سعيد شخمان، عضو الكتابة الجهوية، الذي سارع إلى تقديم استقالته من الحزب مباشرة بعد توصل الكتابة الإقليمية بشكايات عديدة ضده تفيد تورطه في مخالفات قانونية وأخلاقية والتهيئ لاتخاذ إجراءات تأديبية في حقه من طرف الأمانة العامة، متهما إياه باستغلال نفوذه لممارسة ضغطه على أعضاء الشبيبة للتسريع بتقديم استقالاتهم لوجود ارتباطات عائلية وعلاقة عمل بين البعض منهم، حيث إن هناك من هو موظف في الخيرية التي يشرف عليها، حسب قوله. و استطرد قائلا: «على كل حال، لقد سبق أن اتخذت الكتابة الوطنية للشبيبة، الأسبوع المنصرم، قرارا بفصل أعضاء الشبيبة المذكورين، وما حرمانهم من المشاركة في المؤتمر الإقليمي الذي عقد إلا دليل على ذلك». في حين نفى سعيد شخمان، جملة وتفصيلا، الاتهامات الموجهة إليه، واعتبر إقحام العائلة في الموضوع دليلا على فشل المسؤولين الإقليميين وإفلاسهم السياسي في معالجة المشاكل الحقيقية التي يتخبط فيها الحزب إقليميا، وكشف أنه ليس وحده من غادر الحزب، بل كانت هناك استقالة جماعية في مواجهة الخروقات القانونية للكتابة الإقليمية، وإخفاقها في تدبير ملف فريق المستشارين الجماعيين.