هل هي بداية اندثار حزب العدالة والتنمية واختفائه من جهة الغرب الشراردة بني احسن؟ هكذا بدأ يتساءل جل المتتبعين للشأن السياسي في المنطقة، بعدما أضحى الحزب يعرف نزيفا داخليا متواصلا في صفوف أعضائه في الجهة، عكسته سلسلة من الاستقالات الجماعية التي بدأت تنهال على عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب «المصباح»، من كل حدب وصوب. وقد جاءت آخر هذه الاستقالات من الجماعة القروية لسيدي بوبكر الحاج، بعدما قرر كل من محمد العولة، الكاتب المحلي لفرع الحزب في الجماعة، والذي يشغل في الوقت نفسه، منصب النائب الأول لرئيس المجلس القروي، والفضيل الأشهب، المستشار في المجلس ذاته ورئيس لجنة الثقافة والتنمية البشرية، مغادرتهما النهائية حزب العدالة والتنمية، احتجاجا على ما وصفاه بالوضع التنظيمي الحزبي المختل الذي يعرفه هذا الحزب في الإقليم، خاصة، وفي منطقة الغرب عامة. وعزا العضوان المستقيلان، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، الأسباب الحقيقية التي دفعتهما إلى اتخاذ هذا القرار إلى عدم التزام القيادة الإقليمية بمبادئ الحزب المتعاقد عليها وابتعادها عنها وسوء تقدير المرحلة السياسية القبْلية والبَعدية وسوء تدبير الشأن التنظيمي للحزب في المنطقة واعتماد إثارة الفتنة والتفرقة داخله، إضافة إلى غياب التواصل بين القيادة والأعضاء المحليين. وكان حزب العدالة والتنمية قد عرف، في أواخر الشهر المنصرم، موجة من الاستقالات في جماعة سوق أربعاء الغرب، والتي فشل قياديون في إقناع أصحابها بالعدول عنها، شملت أعضاء يحتلون مراكز مهمة داخل المجلس البلدي لمدينة سوق أربعاء الغرب، ويتعلق الأمر بكل من السعيد شخمان وعلي أسكور وادريس بلا، نواب رئيس المجلس الجماعي، وعبد العالي الكرافس، رئيس لجنة التنمية البشرية، ونادية عمارة، نائبة كاتبة المجلس، والسعيد أوصغير، مستشار، حيث برر هؤلاء الأعضاء انسحابهم من هذا التنظيم بالخرق القانوني الفاضح والحيف الذي طال عملهم الجماعي طيلة هذه السنة من طرف قياديي الحزب في الإقليم.