يبلغ عدد العرب الأمريكيين، حسب آخر إحصائيات المعهد العربي الأمريكي بواشنطن، حوالي 4 ملايين نسمة، ينحدر أغلبهم من أصول شامية (لبنان وسوريا)، حيث يأتي اللبنانيون على رأس الجالية العربية من حيث العدد، بنسبة تصل إلى 39%، يليهم السوريون والمصريون الذين تبلغ نسبة كل منهم 12%، وبعدهم يأتي الأمريكيون من أصل فلسطيني ب6% ثم العراقيون ب3% فالمغاربة ب3%. ينتشر العرب الأمريكيون على امتداد التراب الأمريكي، ولكن ما يزيد على ثلثيهم يعيشون في ولايات نيويورك ونيو جيرسي وميشيغان والينوي وكاليفورنيا، فيما يقع أكبر تجمع للعرب الأمريكيين في مدينة ديربورن في ولاية ميشيغان، حيث يشكل العرب ما يقرب من 30% من سكان المدينة. ويرى جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأمريكي، أن «الشخص الذي سيقع عليه الاختيار من طرف الأمريكيين ليكون رئيسا للبلاد ستحدد سياساته مصير المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج، لذلك فمشاركة العرب الأمريكيين في اللعبة السياسية مهم جدا.»وأوضح زغبي أن هذه الانتخابات هي الأهم فى تاريخ الولاياتالمتحدة لأنها تأتى وسط ظروف صعبة مليئة بالأزمات المحلية والعالمية التي تحيط بأمريكا، مضيفا أن «الحملة الانتخابية لهذه السنة هي الأطول والأبكر في تاريخ الولاياتالمتحدة، وصرف عليها أكثر من مليار دولار في الحزب الديمقراطي لوحده ما بين أوباما وكلنتون». عندما بدأ المعهد في جمع البيانات والإحصائيات حول المجتمع العربي الأمريكي وميولاته السياسية كانت النتيجة دائماً هي ثلث جمهوري وثلث ديمقراطي وثلث مستقل، ولكن عند اقتراب الحملة الانتخابية الأخيرة، ارتفع عدد الديمقراطيين إلى 44 % فيما انخفض عدد الجمهوريين إلى 28% فيما الباقي يعتبر نفسه مستقلا غير أنه يميل إلى التصويت للديمقراطين. وأكد زغبي أن «الشعور بأن الأمور إذا لم تتقدم فإن الوضع سيتدهور وسيسير نحو الأسوأ جعلنا ندفع العرب الأمريكيين باتجاه الانخراط في الانتخابات والمشاركة في الحملات الانتخابية، غير أن جزءا كبيرا من الجيل الأول من العرب الأمريكيين لا يريدون الانخراط سياسيا». وعن الهوية العربية في ارتباطها بالإسلام، قال زغبي إن العرب الأمريكيين يواجهون مشكلة ذوبان الهوية العربية لصالح الهوية الإسلامية، فهناك من العرب من يعتبر نفسه مسلماً أكثر من كونه عربيا، مضيفا أن على المجتمع العربي ألا ينظر إلى الدين، ف»عندما يقال بأن هناك لبنانيا في البيت الأبيض لا يقال إنه مسيحي، لأن الأهم بالنسبة إلينا ليس الدين وإنما كسر الحاجز الذي كان يمنعنا من الوصول إلى منابر سياسية عالية في الحكومة الأمريكية». وحول فشل العرب في استقطاب المرشحين، قال زغبي إن 60% من الأموال التي تستثمر في السياسة مصدرها اللوبي اليهودي الأمريكي، وذلك لكون اليهود الأمريكيين فهموا أهمية اللعبة السياسية، فيما العرب ما زالوا لم يفهموا هذه اللعبة ولا يشاركون فيها بالقدر الكافي. وقال زغبي إن المرشح ماكين يمثل نوعا جديدا من الجمهوريين، غير أنه لم يستطع إلى حد الآن أن يسيطر على كافة التيارات الموجودة داخل الحزب الجمهوري، حيث إن المحافظين ما يزالون غير مقتنعين به كمرشح للرئاسة، غير أن لديه، عكس أوباما مواقف واضحة ومحددة من الهجرة والضرائب والحرب. ويرى زغبي أن ماكين وأوباما هما رجلان من نوعية مختلفة، فالأول قدم من عائلة عسكرية خدمت في الجيش لسنوات، وهو بذلك يمثل الصورة التقليدية للأمريكي، فيما يمثل اوباما الصورة الجديدة للشباب الأمريكي ومفادها أنه لكي تكون أمريكيا صالحا لا يعني أن تخوض حروبا، حاملا شعار تحسين صورة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الخارج واستعادة الثقة فيها. وتجدر الإشارة إلى أن المعهد العربي الأمريكى، الذي تأسس سنة 1985، هو منظمة غير ربحية لرعاية المصالح المدنية والسياسية للمواطنين الأمريكيين ذوي الأصل العربي.