قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسطات بمؤاخذة متهمين من أجل الضرب والجرح العمدين المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، والحكم على المتهم الأول (مصطفى.م)، وهو من مواليد سنة 1990، بخمس سنوات سجنا نافذا مع اعتباره في حالة استفزاز، والحكم على المتهم الثاني (طارق.م)، وهو من مواليد 1987، بعشر سنوات حبسا نافذا من أجل نفس التهمة، مع إضافة جناية الاختطاف، بعدما قررت المحكمة تمتيع المتهمين بظروف التخفيف نظرا لظروفهما الاجتماعية . وتعود وقائع الجريمة إلى تاريخ 10/4/2008 حين تلقى درك أولاد عبو مكالمة هاتفية من أحد أعوان السلطة مفادها أن شخصا يسمى الطيب أصيب بجروح في رأسه بعد أن تعرض لضربات من طرف أحد الأشخاص، وأن المصاب ملقى على الأرض وحالته خطيرة. وعلى الفور انتقلت عناصر من الضابطة القضائية إلى عين المكان لتجد الضحية قد فارق الحياة، وهو يحمل جروحا في رأسه، وجرحا وكسرا في رجله اليمنى. وبمسرح الجريمة توصلت الضابطة إلى منفذي الاعتداء، وأن الضحية تعرض للضرب من طرف مصطفى وطارق، الذي كان موضع مذكرة بحث من أجل محاولة اختطاف واغتصاب المسماة زينب من يد زوجها مصطفى. وبعد نقل الضحية إلى مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بسطات، فتحت الضابطة القضائية بحثا في الموضوع استمعت في مستهله إلى أحد الشهود ممن عاين الجريمة. وقد أفاد الشاهد أن نقاشا حادا أثار انتباهه وهويخرج من قاعة الألعاب بين الضحية والجاني، فاقترب منهما لفك النزاع، إلا أن الأمر تطور إلى صراع بين الاثنين حول خمس سجائر ماركيز، رفض مصطفى مده بها لأن الضحية كان يدين له بثمن سيجارتين سابقتين. وأمام إلحاحه قال له مصطفى: «سير فحالك ولا غادي نخرج ليك». وما كان من الضحية سوى أن نزع جلبابه واستل سكينا من جواربه، ورد غاضبا «إلى كانت مزغردة عليك أمك خرج لي»، وشرع في تمزيق الغطاء البلاستيكي لعربة مصطفى التي يبيع فيها السجائر والحلويات. تصرف لم يستسغه مصطفى، الذي قصد الضحية حاملا عصا بها صفائح حديدية محاولا ضربه بها، لكنه فقد توازنه وسقط أرضا. وأمام هذا الموقف اتجه الضحية صوبه وأراد طعنه بالسكين، إلا أن (طارق.م) تدخل وضرب بقوة الضحية وأسقطه أرضا، و مع ذلك نهض الضحية وبيده السكين وأراد أن يتشاجر مع طارق. حينها تدخل مصطفى مجددا وانهال بقوة على رأس الضحية بقضيب حديدي أفقده توازنه وسقط أرضا وارتطم رأسه بالطوار، ولم يعد يحرك ساكنا. وخوفا من أن يقف مجددا سدد له مصطفى ضربة قوية إلى رجله. وبينما هو يتألم قام طارق بغرز سكين في رأسه ثم لاذ الاثنان بالفرار. أما بخصوص جناية الاختطاف والاغتصاب، التي يتهم فيها طارق، فإن الضابطة القضائية سجلت شكاية أحد الأشخاص الذي كان صحبة زوجته متوجهين عند أحد الأقارب فتبعه ثلاثة أشخاص، وبمكان خال ومظلم تقدموا إليهما وهم مدججون بأسلحة بيضاء، وقام أحدهم بالانقضاض على الزوجة وجرها من شعرها، ولما حاول الزوج المقاومة قام طارق بوخزه بسكين في عنقه، وتابع الآخر جر الزوجة بمساعدة شخص ثالث. لكن بعد صراخها وظهور بعد المارة لاذ الجناة بالفرار.