عمت فوضى وارتباك بداية انعقاد أول جلسة عامة عقدها مجلس المستشارين في الدورة الخريفية أول أمس، والتي افتتحها الملك ودعا فيها البرلمانيين إلى حكامة برلمانية جيدة عبر تعزيز الحضور والرفع من مستوى أدائهم. وتميزت الجلسة بحضور ما يقارب ثلث عدد المستشارين، أي ما يفوق 90 مستشارا، كما عرفت تلاسنات بين فرق برلمانية والفريق الاستقلالي، إثر انتقاد هذا الأخير تطبيق مدونة السير ومطالبته بمراجعة القوانين التطبيقية ومهاجمة كريم غلاب وزير التجهيز والنقل الذي ينتمي إلى حزب الاستقلال. وطالب عبد السلام اللبار، باسم الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين، بمراجعة القوانين التطبيقية وهاجم الحكومة وغلاب قائلا: «كنا ننتظر من الحكومة خاصة وزارة التجهيز والنقل أن تقدم شروحات إضافية تهم الشارع المغربي وتسكت خوفه خاصة مع ضبابية تشوب تطبيقها، ففتحت شهية القيل والقال، وهناك من جاء بقانون خاص به، وفتحت شهية بعض الأجهزة لتقول كلمتها بطريقتها الخاصة، وجاء الوزير في الظلام ليجتمع مع جمعيات ويغفل الفرقاء الاجتماعيين». وأضاف اللبار، في إطار الإحاطة علما، «أن هناك من تحدث عن أن هناك زيادة 20 في المائة من الحمولة ولم نعرف هل هي صحيحة أم لا؟ وأن التقنيين بالوزارة أغفلوا طريقة تطبيق المدونة، فنحن نشجب كل هذه السلوكات التي خرجت دون إقرار هذا المجلس». تدخل المستشار الاستقلالي أثار حفيظة البرلمانيين، فقاطعه إدريس الراضي، رئيس فريق التجمع الدستوري الموحد، قائلا: «إنكم صوتم على المدونة، والآن تلجؤون إلى خطاب مزدوج، هل تحضرون للانتخابات؟». أما محمد فضيلي، من فريق الحركة الشعبية، فتبرأ من خطاب الفريق الاستقلالي وحمله مسؤولية كل ما يمكن أن ينتج عنه، مؤكدا أن مشروع مدونة السير مشروع حكومي وتم البدء في تطبيقه وهناك من يسعى إلى خلق بلبلة من أجل إحداث اضطراب بالمغرب. ومن جهته قال حكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، إن هناك إخفاقا وفشلا مقارنة مع ما جاء في مضمون الخطاب الملكي الذي دعا إلى الرفع من جودة أداء البرلمان، وتساءل عن أي رسالة يقدمها البرلمان للرأي العام واعتبر أن موقف الفريق الاستقلالي ينطوي علىازدواجية في الخطاب. وكانت مداخلات رؤساء الفرق في إطار نقطة نظام، وهو ما لا يسمح به نظام المجلس. لكون نقاط نظام تهم التسيير فقط، ما جعل رئيس الفريق الاستقلالي، محمد الأنصاري، يتدخل ليقول إن تدخل الفريق جاء من مرجعية حزب الاستقلال بصفته ينوب عن الشعب المغربي، فرد عليه إدريس الراضي : «إن كنتم تنوبون عن الشعب المغربي، فطالبوا باستقالة الوزير الأول، لأن الشعب المغربي يرغب في ذلك» ! وأصر المستشارون على ألا يُتم الأنصاري مداخلته، ما دفع رئيس الجلسة فوزي بنعلال إلى رفعها لأزيد من 15 دقيقة، لتستأنف بعد ذلك.