تعيش مدينة ابن سليمان وضعا أمنيا متصدعا بسبب الخمور التي أصبحت تباع علنا وللمسلمين. فعلى بعد خمسة كلمترات من المدينة، كتب على أراضي منطقة أولاد الطالب أن تكون أحواضا لأشجار عنب النبيذ، وأن تحدث بها شركة لإنتاج الخمور، ومقهى وحانة يلجها الزبائن معظمهم من المسلمين. وبقلب مدينتي بوزنيقة وابن سليمان، اختار المسؤولون بهما أن يوقعا رخصتين لبيع الخمور. فيما لازالت العديد من الجهات تسعى إلى مضاعفة هذه الرخص بإقليم كل ساكنته من المسلمين. فقد تفشت ظاهرة بيع الخمور بمدينتي ابن سليمان وبوزنيقة، إلى درجة أصبحت معها الأسر تخاف على أمن أفرادها في تحركاتهم اليومية. بسبب كثرة المنحرفين والسكارى ومتسولي قنينات الخمور. هؤلاء ضحايا العنف العائلي والفساد الجنسي، والعبث الاجتماعي، فأصحاب محلي بيع الخمور المرخصين من طرف الدولة، على أساس بيع الخمر لغير المسلمين، لم يطرق بابي محليهما أي أجنبي، وفي خرق واضح للقانون، أصبحوا يبيعون خمورهم لأبناء وبنات المسلمين أمام صمت كل الأطراف المعنية. أكثر من هذا يقول المئات من ساكنة المدينتين إن السلطات المعنية منحتهم مواقع حساسة تعتبر متنفسا للساكنة، حيث يوجد محل بيع الخمور بمدينة ابن سليمان، على بعد أمتار من الشارع الوحيد للساكنة (الحسن الثاني)، وقرب المتنفس الوحيد للساكنة (حديقة الحسن الثاني التي بعد أن صرفت عليها 400 مليون سنتيم)، والشلال الصناعي (الذي جفت مياهه منذ سنوات)، ومحل بيع الخمور ببوزنيقة، اختار له صاحبه موقعا بمدخل المدينة من جهة مدينة ابن سليمان، وعلى بعد أمتار من السوق الأسبوعي الخميس، استياء الساكنة وغضبهم العارم ليس بسبب بيع الخمور، ولكن بسبب آلاف الشباب والشابات والأطفال (المسلمين طبعا) الذين انساقوا وراء بعض زملائهم المنحرفين، وشكلوا إلى جانبهم جيشا من المنحرفين يقضون النهار في التسول واقتناص حقائب المارة، من أجل توفير مصروف ليلة حمراء، كما أنهم أصبحوا أكثر عنفا، وازداد عددهم بشوارع وأزقة المدينتين. وذكرت مصادر مختلفة أن عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي كلت من الترصد واعتقال هذه الأصناف البشرية التائهة، والتي لا تدرك في أغلب الأحيان ما تقوم به من جنح وجرائم، وأضافت مصادرنا أن العشرات من زبائن المحلين (المسلمين) تم اعتقالهم وبحوزتهم قنينات من الخمور، وتم تقديمهم إلى العدالة، كما حررت عدة محاضر قضائية في حق أصحاب المحلين دون جدوى. كما أنهم أحالوا على القضاء العديد من المنحرفين والسكارى الذين ارتكبوا جرائم بفعل تأثير الخمور، مشيرين إلى الجهة التي باعتهم الخمور دون جدوى. فبعد أن تكفلت مصالح الأمن الوطني بمدينتي ابن سليمان وبوزنيقة باعتقال ومطاردة (الكرابة) مروجي الخمور، والتخفيف من ظاهرة مروجي المخدرات والأقراص المهلوسة، والتصدي قدر الإمكان لبعض المنحرفين من مدمنيها الذين يعترضون سبيل النساء والتلاميذ، ويعتدون عليهم تارة بالسب والتحرش الجنسي وتارة بالعنف الجسدي وسلبهم ممتلكاتهم، استعصى التصدي لزبائن محلي الخمور ولمتسولي الخمور الذين يقضون النهار قرب المحلين في انتظار الزبائن. بعض رجال الأمن أكدوا أنهم ورغم صرامتهم وجديتهم في عملية اعتقال ومطاردة (الكرابة) ومروجي المخدرات، فإن بعض الساكنة، أصبحوا يشكون في أن حملاتهم التمشيطية اليومية، هي بإشارة من أصحاب المحلين.