«مغتصب النساء»، هذا هو اللقب الذي اشتهر به( ن. و) بأولاد حدو بالحي الحسني. لم تكن الفرقة الجنائية التابعة للشرطة القضائية بأمن الحي الحسني عين الشق في وضعية مريحة خاصة بعدما تكاثرت الجرائم التي ارتكبها نفس الشخص وبنفس الطريقة. كانت البداية يوم ثامن شتنبر الماضي الموافق ل28 رمضان. لم يراع هذا الشاب، الذي كان قد قضى 8 سنوات سجنا من أجل القتل و السرقة الموصوفة، حرمة شهر رمضان، فتسلق أسوار فيلا و اغتصب صاحبتها و سرق ما شاء من أموال و حلي و غير ذلك، ثم فر هاربا. تكررت عملياته. و بفضل التحريات التي قامت بها الفرقة تمكنت من القبض عليه و تقديمه إلى العدالة لتقول كلمتها فيه.... «مغتصب النساء»، هذا هو اللقب الذي أصبح ن. و يعرف به في مدينة الدارالبيضاء ولدى الشرطة. كان ن. و يتسلل إلى الفيلات الفاخرة و يغتصب نساءها و يسلب ما تصل إليه يداه، ثم يلوذ بالفرار. كل تلك المجهودات باءت بالفشل، إلى أن أقدم الجاني على تشغيل الهاتف الذي سرقه، وتتصل به مخبرة تتعاون مع الشرطة تمكنت من الحصول على موعد معه، فنُصب له كمين في مكان اللقاء وتم اعتقاله في حي النسيم. تعود أحداث هذة القصة إلى تاريخ 08 شتنبر 2010 الذي صادف ال28 من شهر رمضان الماضي، عندما أشعرت الفرقة الجنائية التابعة للشرطة القضائية بأمن الحي الحسني عين الشق، بضرورة الانتقال إلى تجزئة بوشرى بسيدي معروف من أجل تدخل يتعلق موضوعه بالسرقة الموصوفة مع الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض. و بالفعل انتقلت عناصر تلك الفرقة إلى مسرح الجريمة حيث تم ربط الاتصال بمالك الفيلا الذي أكد أن شخصا تمكن من تسلق حائط مسكنه، وولج إلى الداخل، حيث وجد الخادمة داخل المطبخ وهددها بواسطة قنينة زجاجية مكسرة وشرع في تقبيلها، كما أنه استفسر عن النقود والمجوهرات. بعد ذلك ساقها إلى داخل المرحاض واحتجزها هناك. ثم بعد توجه إلى الطابق الأول، حيث وجد زوجة المعني بالأمر بإحدى الغرف وعمل على تهديدها بواسطة مدية من الحجم الكبير، بل الأنكى من هذا وجه لها ضربة بواسطتها على مستوى مؤخرتها جهة اليمين ومارس عليها الجنس ليغادر بعدها الفيلا بعدما استولى على جهاز هاتف محمول نوع سامسونغ وكذا مبلغ 200 درهم. وبالرغم من أن الخادمة طلبت النجدة من مجموعة من العمال المتواجدين بالقرب من الفيلا، إلا أن الجاني تمكن من الفرار، فيما تم نقل الضحية إلى إحدى المصحات بالدارالبيضاء، بينما تكلفت عناصر الفرقة بأخذ البصمات من أجل استغلالها في البحث. غير المفاجأة أنه مباشرة بعد إنهاء الإجراءات بالفيلا الأولى، أشعرت الفرقة أيضا بضرورة التحول إلى تجزئة «لينا» سيدي معروف من أجل سرقة موصوفة أخرى بإحدى الفيلات. وعندما تم التحدث إلى مالك الفيلا تفاجأت عناصر الفرقة بكون الحادث الثاني يشبه إلى حد كبير الحادث الأول. فالجاني تمكن من الولوج إلى الفيلا بعدما تسلق الحائط وولج عبر المرآب وعمل على تهديد زوجته التي كانت تتواجد بالمطبخ بواسطة مديتين من الحجم الكبير، وتمكن من سلبها هاتفها المحمول من نوع نوكيا صنف 6500 وسلسلتها العنقية من المعدن الأصفر ومبلغ مالي قدرة 100 درهم. كما أنه هدد والدتها وكذا والدة زوجها. ثم بعد ذلك صعد إلى الطابق العلوي، واستولى على حافظة أوراق زوجها التي تضم وثائق شخصية وتمكن من الخروج من المسكن من الباب الرئيسي، ولاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة. وأخذت الفرقة الجنائية هذه المرة أيضا البصمات من أجل استغلالها في البحث. ومكنت التحريات التي أنجزتها الفرقة الجنائية بالاعتماد على الشق العلمي منها، من التعرف على هوية الشخص الجاني الذي كان بحوزته هاتف محمول من نوع نوكيا يعود إلى إحدى النساء. وتم القبض عليه بعد نصب كمين له. وكان بحوزة الجاني لحظة اعتقاله نفس الهاتف النقال الذي من خلال تفحصه تبين أنه لازال يحمل صورا للضحية بمذكرته، حيث أفاد بأنه اشتراه من شخص يتردد على إحدى المقاهي بمديونة. هذا وتماشيا مع مجريات البحث، كان لزاما التوصل إلى الشخص المذكور من أجل معرفة مصدر حصوله على الهاتف النقال، حيث تبين من خلال التحريات المنجزة بخصوصه أنه يتردد على إحدى المقاهي، حيث تم تشديد المراقبة عليها كللت بإيقاف المعني الذي ضبط بحوزته حذاءين رياضيين وحذاء أسود وسروالا رياضيا رمادي اللون ومنديلا «فوطة» وهاتفا نقالا نوع سامسونغ. وقد أفاد بأنه يتاجر في الأشياء القديمة. ومباشرة بعد إلقاء القبض على المعني بالأمر، تم التوجه صحبته إلى سوق لقريعة. وبدلالة منه تم التوصل إلى المعنيين بالأمر ويتعلق الأمر بالمسمى إبراهيم وعبد النبي اللذان أكدا أنهما اقتنيا الهاتفين المذكورين من شخص تنطبق عليه الأوصاف التالية: طويل القامة، متوسط البنية، أسمر البشرة يناهز من العمر حوالي 30 سنة بمبلغ 650 درهما بسوق القريعة، حيث سلماهما إلى شخص آخر يدعى المهدي بنفس اليوم على أساس بيعهما بمركز مديونة. وقد تم تقديم المعنيين أمام النيابة العامة بموجب المسطرة عدد 2904 بتاريخ 14/09/2010. وقد بقيت الأبحاث جارية على قدم وساق في القضية إلا أن تم تسجيل قضية مماثلة بتاريخ 08/09/2010 بحي النسيم إيسلان بعد أن قام الجاني باغتصاب صاحبة الفيلا بهذا الحي مكرهة تحت التهديد بالسلاح الأبيض وسلبها مبلغا متمثلا في 750 درهما، بالإضافة إلى اغتصاب مشغلتها (ز.م) بعد ارتكاب أعمال وحشية عليها بتكبيلها مع محاولة سرقة سيارة الضحية صاحبة الفيلا، غير أنه استعصى عليه تشغيلها. أمام هذه الواقعة الجديدة، أصبحت الفرقة متأكدة من الجاني هو نفسه الذي ارتكب الجريمتين الأوليين، والذي كان موضوع المسطرة المرجعية من خلال طريقة تنفيذه العمليات والأوصاف المدلى بها من طرف جل الضحايا. وبعد تحريات مكثفة وسلك الشق العلمي منها خاصة رفع البصمات والحمض النووي وأخذ PROFIL GENETIQUEو الصورة التقريبية PORTRAIT ROBOT واستغلال صور المفرج عنهم حديثا من المؤسسة السجنية، فقد تم الاهتداء إلى المعلومات المتعلقة بشخص تبين أنه من قاطنة سيدي معروف أولاد حدو، كما تم إجراء حملة من الملاحقات لتضييق الخناق عليه. وبعد وضع خطة محكمة ودراستها من جميع الجوانب للحيلولة دون تمكين المعني بالأمر من الفرار، فقد ضربت حراسة أمنية مشددة على الأماكن التي يرتادها المعني بالأمر لم تكلل بالنجاح، إلى أن تم نصب كمين بالقرب من محطة القطار بحي النسيم حيث تم إيقافه. ويتعلق الأمر بشخص يسمى (ن. و)، مغربي، مزداد بتاريخ 15/11/1984 بالدارالبيضاء، عازب و عاطل بسيدي معروف الدارالبيضاء. غير أنه يعرف كثيرا بين رفاقه باسم «ارويحة»، وكان محكوما عليه ب 15 سنة في ملف آخر، قضى منها ثماني سنوات سجنا نافذا، من أجل القتل العمد و السرقة الموصوفة. وبعد إخضاعه لحبس وقائي، تم العثور بحوزته على هاتف نقال نوع NOKIA 5310 والذي يحمل نفس الرقم التسلسلي للهاتف النقال الذي سلبه من صاحبة الفيلا التي تعرضت للاغتصاب في الحادثة الثالثة، حيث تم حجزه منه وسيق المعني بالأمر إلى هذه المصلحة من أجل البحث. ولوضع البحث في مساره الصحيح، كان لزاما عرض المعني بالأمر على الضحايا، وكانت النتيجة إيجابية من خلال تعرفهم على المعني بالأمر دون أدنى تردد منهم، حيث تعرف عليه كل من الضحايا، إضافة إلى الشهود عبد اللطيف، إبراهيم وعبدالنبي.