هناك رأيان متضادان حول الزواج التقليدي، أحدهما يؤكد فشل الزواج التقليدي لأن الطرفين لا يأخذان الوقت الكافي للتعرف على طباع بعضهما البعض، وآخر يؤكد أنه زواج ناجح ويضرب المثل بزواج الأمهات والجدات تجربة فاطمة (28 سنة) تعكس صورة سلبية عن صورة الزواج التقليدي من شاب مهاجر. تقول: «تعرفت إلى زوجي السابق عن طريق العائلة خلال زيارة قصيرة قام بها إلى بلده الأصلي، ولم أره في فترة الخطوبة التي استمرت سنة واحدة، إلا ثلاث أو أربع مرات، وخلال فترة غيابه كنا نتواصل عبر الهاتف يوميا، وكنت أظن حينها أنني أعيش قصة حب، سينتج عنها بالتأكيد زواج ناجح، لكن بعد الزواج وانتقالي للعيش معه اكتشفت أمورا مختلفة عن تلك التي كنت أسمعها عبر الهاتف، وخوفا من عائلتي التي رفضت فكرة الطلاق استمررت في العيش معه، لكن الفجوة كانت تكبر كل يوم حتى جاء اليوم الذي حسمت فيه أمر علاقتي به وطلبت منه الطلاق». حالة كريمة (27سنة) التي تصف زواجها بالناجح تشكل صورة مناقضة لتجربة فاطمة. تقول كريمة: «زواجي كان تقليديا، إذ كان زوجي صديق شقيقي فتقدم لخطبتي، وبعد أشهر قليلة تزوجت به، و أنا أعيش معه منذ أربع سنوات حياة سعيدة توجت بطفلة تبلغ من العمر سنتين ونصف». حليمة (38 سنة) عاشت هي الأخرى نفس الفشل، الذي ذاقت مرارته فاطمة.إذ تؤكد حليمة أن الزواج التقليدي مصيره الفشل وتضرب المثل بحالتها:«تزوجت زواجا تقليديا من شاب يكبرني ببضع سنوات، لأكتشف بعد الزواج أن طباعنا مختلفة تماما، حيث لا يجمعنا شيء مشترك إطلاقا. كانت فكرة الطلاق واردة، لكن حملي غير المتوقع جعل تطبيق القرار مستحيلا، ولم يفلح مجيء ابننا إلى الدنيا في تقريب المسافة بيننا، بل زاد علاقتنا تباعدا بسبب خلافنا حول المدرسة، التي من المقرر أن يدرس فيها الابن, وطريقه لباسه وتربيته. لذلك نصيحتي لأي فتاة أن تنأى عن نفسها من الزواج التقليدي، و إذا ما قررت خوضه فيجب عليها أخذ وقتها الكافي للتعرف على شريك حياتها وطباعه». وتؤيد رشيدة (40 سنة) رأي حليمة. إذ ترى أن خوف المرأة من شبح العنوسة قد يدفعها إلى القبول بأي زوج يعرض عليها من قبل عائلتها أو قريباتها، فترتبط به دون تعارف مسبق فتكون صدمتها كبيرة حين تجد أن اختيارها كان خاطئا بسبب تسرعها في اتخاذ قرار مصيري كالزواج والارتباط بشخص لم تأخذ وقتها الكافي للتعرف عليه. قبل أن تضيف أن «الزواج الناجح في رأيي هو القائم على الصراحة والصدق والمعرفة السابقة بكل شيء متعلق بكلا الطرفين». أما زينب(31 سنة) فترى العكس وتؤكد قائلة :«أنا أؤيد الزواج التقليدي لأنه زواج ناجح بكل المقاييس، ناجح لأنه يقوم على التفاهم والاحترام وبعده الحب، وخير مثال على ذلك زيجات جداتنا وأمهاتنا التي صمدت سنوات طويلة. وشخصيا أعرف قريبات لي تزوجن زواجا تقليديا وكان زواجهن ناجحا بكل المقاييس». بين تعدد الآراء حول مسألة الزواج التقليدي و مدى صموده، تتخذ خديجة (42 سنة) موقفا محايدا. إذ ترى أن «فشل الزواج لا علاقة له بالزواج التقليدي أو الزواج عن حب، فهناك زواج تقليدي نجح وصمد في وجه الزمن وآخر انتهى بالفشل، والعكس صحيح، أي أن هناك زواج حب فشل في حين نجح طرفان آخران في إنجاحه».