ترتبط صورة الرياضيين في ذاكرة المتتبعين بما يقدمونه من أداء فوق أرضية الميدان، وما يحققونه من ألقاب، لكن خلف هذا الوجه الرياضي، هناك وجه آخر خفي. في هذه السلسلة من الحوارات تقدم «المساء» للقارئ ما لا يعرفه عن الرياضيين. حاوره حسن البصري - كنت قلب هجوم لكنك اخترت في نهاية المطاف حراسة المرمى كيف حصل هذا؟ < حين كنت لاعبا ضمن فريق المدرسة كانت لي رغبة لتسجيل الأهداف، فلا أجد ضالتي إلا وأنا أسجل الأهداف في مرمى الخصم، لكن أحد أساتذة التربية البدنية بمدرسة غاندي نصحني بتغيير مركز اللعب من الهجوم إلى حراسة الشباك، واستجبت لطلبه خاصة وأنني كنت أملك مواصفات حارس المرمى من حيث القامة واليقظة، ومن تم كانت بدايتي مع مركز آخر. - أجريت اختبارات كقلب هجوم مع جمعية الحليب؟ < فعلا خضعت لاختبارات ووقعت أولى الكشوفات معه، بل وتدربت على يد كل من جلاب وأنيس ولحسن، لكن الأقدار كانت تحمل لي مسارا آخر، بل إن اندماج الأولمبيك مع الرجاء قد حال دون استمراري مع هذا الفريق. - كيف اخترت الانضمام للراسينغ البيضاوي؟ < لقد طلب مني أحد المدربين ويدعى تيغازري التوقيع لفريق الشبان، واستجبت لطلبه حيث أقحمني كحارس للمرمى، بل إن عبد الحق رزق الله كان يدعوني لإجراء التداريب رفقة الفريق الأول، وفي نهاية الأسبوع أحرس مرمى الشبان، استفدت من تواجد حراس كبار كناصر والذهبي ونور الدين وزينغا، وكنت حريصا على إجراء التداريب في وقتها. - هل تذكر أول مباراة لك بقميص الراك؟ < لعبت أول مباراة كأساسي ضمن كبار الفريق في مدينة ابن سليمان برسم منافسات كأس العرش، حيث واجهنا حسنية ابن سليمان وانتصرنا بهدفين لواحد، قدمت عرضا جيدا وتلك بداية الحكاية. - وكيف كان انتقالك للوداد؟ < في بداية الأمر اتصل مسؤولو الرجاء برئيس الراك ماندوزا، وطلبوا منه التفاوض في شأن انتقالي، لكن هذا الأخير طالب بمبلغ كبير ربما 100 مليون سنتيم، وبعد إجراء مباراة برسم تصفيات كأس العرش أمام الوداد أعجب مسؤولو الفريق بأدائي، وكان الرئيس حينها هو نصر الدين الدوبلالي، وتم الانتقال بمبلغ 40 مليون سنتيم، علما أن الوداد عبر عن رغبته في استقطابي قبل هذا التاريخ أي أثناء دوري النتيفي. - هل ندمت لإعارتك من الوداد إلى حسنية أكادير؟ - انتقلت إلى نادي الوحدة ولعبت مباريات متباعدة كيف قاومت الوحدة في نادي الوحدة؟ < انتقالي ينص على خوضي لمباريات كأس أبطال آسيا فقط، لأن الدوري الإماراتي ممنوع على الحراس الأجانب، لكنني كنت ألتقي بإخواني المغاربة وبين الفينة والأخرى تزورني زوجتي وابنتي زينب، وخلال تواجدي مع الفريق استفدت في التداريب بوجود مدربي حراس مرمى من الطراز الرفيع كالتونسي الشوشان وأيضا مدرب برازيلي كبير. - هل تفكر في الاستقرار في المغرب؟ < نعم فأسرتي في أمس الحاجة إلي، والآن أفضل أن أعوض لابنتي كل فترات الغياب، وألبي كل طلباتها في إجازة أقطع فيها صلتي بالرياضة. - هل تنصح زينب بممارسة الرياضة؟ < إنها تمارس الرياضة لكنني أفضل أن تمارس التنس أو السباحة، وليس كرة القدم النسوية. - أنت من المعجبين بالحارس الإسباني كاسياس؟ < نعم منذ أن وضع فيه مسؤولو ريال مدريد الثقة، ما يعجبني فيه أنه يملك طاقة إصرار، أخطأ في العديد من المباريات خلال بداية مشواره لكنه ظل ممسكا بالمرمى، وهنا يكمن دور المسؤولين عن النادي الذين وضعوا ثقتهم فيه مهما كانت الظروف، لو كان كاسياس حارسا لمرمى فريق مغربي وارتكب تلك الأخطاء لانتهت علاقته بالكرة وتحول إلى بائع متجول. - ما هي أسوأ ذكرى في مسارك؟ < تلك المباراة التي جمعت الراسينغ البيضاوي باتحاد الخميسات، والتي توقفت بفعل الشغب حيث أصبت وأصيب العديد من اللاعبين والمتفرجين وأيضا رجال الأمن. - وأفضل ذكرى؟ < ذكريات عديدة كالاستقبال الملكي والجماهيري بعد العودة من نهائيات تونس، وتلك المباراة التي جمعتنا بالجيش والتي قدمت خلالها عرضا جيدا كان بمثابة مصالحة مع الوداد. - ضحيت بوظيفتك في المكتب الوطني للكهرباء من أجل الكرة؟ < نعم لكن البعض يعمل كل ما في وسعه من أجل قطع أرزاق الآخرين، فقد كنا نحن مجموعة من اللاعبين نحضر في أوقات معينة، وهذا الوضع حرك لدى البعض حاسة الحسد فقاموا بمجهودات جبارة لدفع الإدارة إلى طردي من الوظيفة، والحمد لله فالرزق لا زال في الكرة. - ماذا يشكل والدك داخل حياتك كلاعب؟ < هو كل شيء في حياتي أستشيره في كل خطوة ينصحني رغم أن وضعه الصحي لا يسمح له بذلك، هو باختصار وكيل أعمالي الحقيقي. - وبقية اشقائك؟ < الغريب أن شقيقي لا علاقة له بالكرة، ولا يشغل باله لا بالوداد ولا الرجاء ولا المنتخب إنه مستريح البال رغم أن البعض يعاتبه على حياده المطلق.