ترتبط صورة الرياضيين في ذاكرة المتتبعين بما يقدمونه من أداء فوق أرضية الميدان، وما يحققونه من ألقاب، لكن خلف هذا الوجه الرياضي، هناك وجه آخر خفي. في هذه السلسلة من الحوارات تقدم «المساء» للقارئ ما لا يعرفه عن الرياضيين. - هل كانت طفولة كريم فكروش شقية أم سعيدة؟ < الحمد لله لقد تربيت وسط أسرة ميسورة، كنت مشاغبا بعض الشيء، وما أذكره أنني حينما خرجت إلى الحياة وجدت نفسي مشدودا إلى كرة القدم وإلى حراسة المرمى بالتحديد. - ولماذا اخترت أن تكون حارسا للمرمى، هل لأن زملاءك في الطفولة كانوا يفرضون عليك هذا المركز؟ < لا أبدا، لقد كنت أجد نفسي في حراسة المرمى، علما أنني كنت ألعب مع رفاقي الأطفال في مختلف المراكز، ثم إنه في الفترة التي بدأ فيها وعيي في التشكل كان بادو الزاكي أحد أبرز الأسماء في المنتخب الوطني، وكان عدد من الأطفال يتمنون لو أنهم يبلغوا المستوى الذي وصل إليه. كما أن شقيقي الأكبر كان حارسا للمرمى، إذ لعب في صفوف وداد فاس وحياة فاس، وكنت أتابعه باستمرار، بمعنى أن الطريق أمامي كانت معبدة لأصبح حارس مرمى. - ومن هو الشخص الذي كان وراء اكتشافك حارسا للمرمى؟ < إنه شخص يدعى محمد الرواضي، كان مدربا في فرق الأحياء، وكان يتابعني باستمرار، وقال لي إن بمقدوري أن أكون حارسا جيدا. كان بإمكان هذا الشخص أن يطلب مني الانضمام إلى أحد الفرق الصغرى بفاس، لكنه رأى أنني يمكن أن أذهب بعيدا، فكان وراء التحاقي بالمغرب الفاسي. - وهل مارست أنواعا رياضية أخرى غير كرة القدم؟ < حقيقة كنت مدمنا على حراسة المرمى، لكنني مارست لفترة كرة السلة رفقة عدد من أصدقائي. - انقطعت عن الدراسة مبكرا، ألم تجد معارضة من طرف عائلتك؟ < لقد رفضت العائلة بشكل قاطع أن أنقطع عن الدراسة، سيما أن كرة القدم قد لا تشكل ضمانة للمستقبل، والمرء لا يعرف إن كان سيمضي في الاتجاه الصحيح أم لا. لكن مع ذلك خاطرت، وبقيت حريصا على تلقي دروس في اللغتين الفرنسية والإنجليزية، حتى يكون بمقدوري التواصل مع المحيط، وأن أكون جاهزا إذا ما قدر لي الله أن أمضي في الطريق الصحيح. - ألم تندم على انقطاعك عن الدراسة؟ < لم أندم، كما أن الأمر أكبر من ذلك، فالحمد لله الذي أنار لي الطريق حتى أصبحت حارسا للوداد، وهذه أعتبرها نعمة من الله يجب أن أحافظ عليها. لكنني مع ذلك أنصح اللاعبين الصغار بأن لا ينقطعوا عن الدراسة مبكرا، ففي مرحلة البداية يمكنهم التوفيق بين الأمرين، أما الاختيار فيمكن أن يتم في مرحلة متقدمة. - لو لم تكن حارسا للمرمى، ما هي المهنة التي كنت ستختارها؟ < لا أعتقد أنه كان من الممكن أن أقوم بعمل آخر غير كرة القدم، وحراسة المرمى، فالكرة بدورها مهنة جيدة. - ماهي أحب الأوقات لديك؟ < عندما أكون في الملعب وأخوض المباريات وسط الجمهور، إذ أجد ذاتي في هذه اللحظة. - لكن الهزيمة قد تقلب كل شيء؟ < صحيح أن الفوز أمر مطلوب، لكنه لا يتحقق دائما، لكن الأساسي أن تشعر أنك لم تقصر وقدمت كل ما لديك أثناء المباراة. - خارج كرة القدم أين يقضي فكروش وقته؟ < في الغالب أقضي وقتا طويلا في المنزل رفقة الوالدين، كما أشغل وقتي بالإبحار في الأنترنييت والدراسة. - ما هو أصعب موقف عشته في حياتك؟ < عندما تعرضت لإصابة بليغة في سنة 2003، حكمت علي بالابتعاد عن الملاعب لمدة عامين، كانت مرحلة قاسية، شعرت خلالها بأنني قد أبتعد عن الكرة بشكل نهائي، لكن الألطاف الإلهية جعلتني أتجاوز المحنة. كما أنه كان درسا لي بأن الأمل دائما موجود، وأن علينا أن لا نيأس من رحمة الله. - وأين تقضي عطلتك؟ < في الفترة الأخيرة لم أستفد من العطلة، بسبب الالتزامات سواء مع الوداد أو المنتخب الوطني، لكنني أفضل المناطق الهادئة كإيفران.