قبلت فدرالية الصحافيين الأفارقة، في ختام أشغال مكتبها التنفيذي، الأحد الماضي في مدينة طنجة، اقتراح النقابة الوطنية للصحافة المغربية باختيار مدينة طنجة لاستضافة المنتدى الإفريقي للإعلام. وأعلن رئيس فدرالية الصحافيين الأفارقة، عمر فاروق، في كلمة خلال حفل اختتام أشغال المكتب التنفيذي، أن قبول الاقتراح المغربي نابعٌ من القناعة بأن مدينة طنجة، بتاريخها العريق في قطاع الإعلام وموقعها بين الشمال والجنوب، تُعتبَر الأنسبَ لاحتضان هذا المنتدى الرامي إلى إشاعة الحوار بين المهنيين في القارة الإفريقية. ومن المنتظَر أن يكون مقر المنتدى الإفريقي للإعلام ضمن مشروع «بيت الصحافة»، الذي سيضم مركزا متوسطيا للإعلام، ما يجعل هذا المشروع فرصة للاتقاء بين المهنيين الأفارقة ونظرائهم في الفضاء الأورو متوسطي. واعتبر عمر فاروق أن اقتراح النقابة الوطنية للصحافة المغربية يعتبر «مبادرة رائعة» ستشكل جسرا مستقبليا بين القارتين الإفريقية والأوربية، معربا عن أمله في أن يشكل المنتدى هيأة تجمع مهنيي الإعلام. وعن خلاصة أشغال المكتب التنفيذي، بعد يومين من تدارس أوضاع المهنة في القارة، أكد جيم بوملحة، رئيس الفدرالية الدولية للصحافيين، أن أعضاء المكتب التنفيذي انكبّوا على دراسة تحديات مهنة الإعلام ورسم معالم خريطة عمل خلال السنوات المقبلة. وأبرز أن أعضاء المكتب أجمعوا على أن الرهان الأول الذي يواجهه الصحافيون الأفارقة يتعلق ب«حرية الإعلام واستقلاله» بالرغم من تطور المجتمع المدني، مؤخرا، ومساهمته في جعل الحكومات أكثر انفتاحا، بينما يتمثل الثاني في ضمان «سلامة الصحافيين»، بعد تسجيل بعض الحوادث المقلقة خلال السنوات الماضية. وقال إن «فدرالية الصحافيين الأفارقة رسمت، خلال هذا الاجتماع، خارطة عمل خلال السنوات المقبلة للدفع بممارسة المهنة وتكريس استقلاليتها وضمان حرية التعبير وسلامة الصحافيين». كما ناقش المشاركون، خلال اجتماع المكتب التنفيذي، سبل تحقيق العدالة في امتلاك المعلومة وأدوات الاشتغال والتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال بين دول الشمال والجنوب. من جانبه، اعتبر رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، يونس مجاهد، مشروع «بيت الصحافة» مبادرة تُجسِّد عزيمة أسرة الإعلام في المغرب، للذهاب قدُما نحو المستقبل وتعزيز أوضاع الصحافيين وضمان مكان الالتقاء والتحاور بين المهنيين من الجنوب والشمال. وفي السياق ذاته، اعتبر وزير الاتصال أن احتضان طنجة اجتماعَ المكتب التنفيذي لفدرالية الصحافيين الأفارقة، بحضور الفدرالية الدولية للصحافيين، يحمل دلالة قوية على أن المغرب من بين البلدان القليلة التي ترحب بالصحافيين وتضمن اللقاء والتحاور بين مهنيي «السلطة الرابعة». وعن قبول فدرالية الصحافيين الأفارقة مقترَحَ النقابة الوطنية للصحافة المغربية استضافة مدينة طنجة المنتدى الإفريقي للإعلام، أكد الوزير أن الحكومة ترحب بهذا القرار على اعتبار أن المغرب كان على الدوام أرضا للحوار ولقاء الحضارات، مضيفا أن مدينة البوغاز تعتبر محورا للالتقاء بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، كما تزخر بطاقات إعلامية متعددة. تجدر الإشارة إلى أن فدرالية الصحافيين الأفارقة تأسست بمبادرة من مجموعة من الاتحادات الإفريقية للصحافيين، في نونبر 2008 في نيروبي في كينيا، بعد اجتماعيين تمهيديين (في الرباط، شتنبر 2006 وفي أبوجا النيجيريية، في نونبر 2007) وتضم حاليا أزيد من ثلاثين عضوا.