يواصل مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يعرف بجهاز «الشرطة» بجبهة البوليساريو الانفصالية، رحلته نحو مخيمات تندوف. ومن المفترض أن يكون قد وصل مساء أمس الجمعة إلى منطقة بئر أم كرين بشمال موريتانيا. وقال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الجمعة، إن أخاه وبعض أصدقائه يرافقونه في هذه الرحلة، مشيرا إلى أنه عازم على مواصلة الرحلة نحو المخيمات، رغم مصاعب الطريق، ورغم التهديدات التي أطلقتها جبهة البوليساريو في حالة ما حاول دخول مخيمات تندوف، سلاحه الوحيد عزيمته وإيمانه بأفكاره ومواقفه التي، حسب قوله، «لا تقبل المساومة أو التفاوض». ووجه مصطفى سلمى ولد سيدي مولود نقدا لاذعا لجبهة البوليساريو الانفصالية وبشكل خاص القيادة المتنفذة الحالية، وقال إن التحرير الحقيقي للصحراويين يتمثل أولا في تحريرهم من القبضة المفروضة عليهم من قبل قيادة البوليساريو. وأضاف متسائلا: «كيف يمكن لشخص أن يقرر مصيره وهو يخضع يوميا للخوف والضغط؟». ثم أردف قائلا: «نحن الصحراويون أصحاب القرار ونحن السادة، أما قيادة البوليساريو فلا علاقة لها بالصحراويين أو بتقرير المصير». ومن جهة أخرى، قال مصطفى سلمى إنه دائم الاتصال بعائلته، سواء المقيمة بالصحراء المغربية، وبشكل خاص أباه المقيم بمدينة السمارة وأحد أعيانها، أو عائلته المقيمة بمخيمات تندوف. وأشار في هذا الصدد إلى أن القلق الذي يساور والديه والخوف الذي ينتابهما على مصيره أكبر من القلق والخوف الذي يعتمل في دواخله. ودعا مصطفى سلمى الله أن يمدهما بالقوة والشجاعة في هذه المحنة التي يجتازها. يشار إلى أن جبهة البوليساريو كانت السبب في تشتيت عائلة مصطفى سلمى في نهاية السبعينيات من القرن الماضي عندما قامت الجبهة خلال هجوم على مدينة السمارة باختطاف مصطفى، وهو حينها يبلغ من العمر تسع سنوات، برفقة أمه وبعض إخوته وأقاربه، ومازالت تحتجزهم بالمخيمات لحد الآن، فيما ظل أبوه بالسمارة. و من جهة أخرى، رفض مصطفى سلمى ولد سيدي مولود أن يسمي ابنته، التي ازدادت مؤخرا سوى باسم مريم، الذي اختاره تيمنا باسم الأميرة للامريم. وقال «لن أقبل بغير اسم مريم. رفضوا تسجيلها في الحالة المدنية ولكني لن أقبل اسما آخر». يشار إلى أن المركز الأورومتوسطي للتعاون والدبلوماسية المواطنة ببروكسيل وجه نداء «عاجلا» إلى الجمعيات البلجيكية والأوروبية من أجل ضمان حماية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود حين عودته إلى مخيمات تندوف بالجزائر نظرا لكون حياته باتت «اليوم مهددة ». وحذر المركز الأوروبي الذي يوجد مقره ببروكسيل في رسالة وجهها إلى النواب الفدراليين البلجيكيين، وإلى الرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبي وكذا إلى أعضاء اللجنة والبرلمان الأوروبيين، من أن «حياة مصطفى سلمى مهددة اليوم جراء التصريحات التي أدلى بها خلال لقاء صحفي بالسمارة، مسقط رأسه، يوم تاسع غشت 2010». ومن جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة إن جبهة البوليساريو الانفصالية منعت أمس الخميس طائرة تابعة للمينورسو من الهبوط في مخيمات تندوف. وكان الطائرة التي أقلعت من مطار العيون، تقل قرابة ستين شخصا صحراويا في إطار برنامج الزيارات العائلية. وأوضحت المصادر ذاتها أن السبب الذي من أجله رفضت هبوط الطائرة في المخيمات هو أن البوليساريو لم تكن على علم بالزيارة في حين أن الزيارات العائلية تشرف عليها المينورسو وفق أجندة محددة ومعروفة سلفا. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن السبب الحقيقي الذي كان وراء منع الطائرة هو كون الجزائر والبوليساريو يتخوفون من أن ينقل الصحراويون الذين يزورون المخيمات صورة سيئة عن مخيمات تندوف خاصة وأنها تعيش حاليا حالة من الغليان و توجد على شفا حرب أهلية خاصة بين الصحراويين المنحدرين من المناطق الجزائرية مثل بشار وغيرها، و الصحراويين المغاربة المنحدرين من الصحراء