قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود إن مفاوضات جرت بينه وبين مبعوثين من قبل جبهة البوليساريو قبل أيام كان هدفها دعوته إلى التراجع عن مواقفه المساندة لخطة الحكم الذاتي المقترحة من قبل المغرب لحل نزاع الصحراء المغربية. وأوضح ولد سيدي مولود في اتصال مع «المساء»، صباح أمس، أن الوفد الذي أرسله إليه كان يحمل رسالة وعد ووعيد. رسالة وعيد مفادها أنه إذا لم يتخل عن أفكاره الجديدة ومواقفه التي عبر عنها خلال الندوة الصحفية الشهيرة، التي أقامها مطلع الشهر الماضي بمسقط رأسه السمارة بالصحراء المغربية، فإنه سيتعرض للإهانة والتنكيل وحتى القتل في حالة ما قرر أو حاول دخول مخيمات تندوف. أما في حالة ما تخلى عن تلك الأفكار والمواقف، فإنه سيعود إلى أهله بتلك المخيمات معززا مكرما. وقال ولد سيدي مولود، الذي مازال بالزويرات بموريتانيا، ومن المنتظر أن يشد الرحال باتجاه مخيمات تندوف اليوم الخميس، إنه يرفض أي مساومة. وأضاف مصطفى ولد سيدي مولود أن قيادة البوليساريو اختارت أن تبعث له أشخاصا غير معروفين من أجل التفاوض معه، وبأنها كانت تأمل في أن يظل أمر التفاوض طي الكتمان، مضيفا أن قيادة البوليساريو ترغب أن تأخذه رهينة من أجل مقايضته بالمعتقلين الصحراويين الذين زاروا مؤخرا مخيمات تندوف، في إشارة إلى مجموعة «التامك». وتابع قائلا إنه اتصل هاتفيا بأحد معارفه بالمنطقة العسكرية الرابعة للبوليساريو (و هي منطقة قريبة من بئر أم كرين)، حيث توجد أمه، وقال له: «إني أريد، وأنا في طريقي إلى المخيمات، أن أزور أمي وأبارك لها عيد الفطر»، وأضاف أنه بعد ساعتين عاد قريبه واتصل به وقال له إن نائب قائد المنطقة أخبره بأن ولد سيدي مولود محكوم ب25 سنة، وإذا جاء إلى المنطقة، فإن أول قرار سيتخذه هو إلقاء القبض عليه مباشرة. وعلق ولد سيدي مولود مازحا «حكموا علي قبل أن أحاكم». ومن جانب آخر، تواصل البوليساريو في شحن الصحراويين ضد ولد سيدي مولود. وقال هذا الأخير إن كل من جاءه من مخيمات تندوف أو كل من اتصل به من مخيمات تندوف ينصحه بعدم دخول المخيمات، لأن قيادة البوليساريو تشن حربا دعائية شعواء ضده، ووصل الأمر إلى اعتبار مصطفى سلمى ولد سيدي مولود «العدو رقم واحد أو الخطر الأول، وأوهموا سكان المخيمات بأني آت إلى المخيمات من أجل تشتيتها وتفريقها ومن أجل دمار القضية الصحراوية». و على صعيد آخر، انتقد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود إسبانيا وكذا الإعلام الإسباني الذي غض الطرف عن قضيته ومأساته. وقال إن الإسبان «يكيلون بمكيالين». وهذا الأمر يبدو جليا، في نظر سلمى ولد سيدي مولود، من خلال التعامل مع قضيته. فإذا «كان الإسبان يطالبون باحترام حقوق الإنسان داخل الصحراء المغربية، فلماذا لا يتحركون من أجل قضية شخص يحرم اليوم من زيارة أهله وأقاربه بمخيمات تندوف» لمجرد أنه قام بالتعبير عن آراء ومواقف مغايرة لقيادة البوليساريو. و أشار ولد سيدي مولود إلى أن «ما تقوم به إسبانيا وبعض الناشطين الإسبان إثبات للتاريخ بأن ذلك ليس حبا في الصحراويين وليس إنصافا للحق كما يقول بعض الفاعلين، وإنما هو دفاع عن مصالحهم في الصحراء والشواطئ الصحراوية». يشار إلى أن الجزائر والبوليساريو أصدرت تعليمات صارمة بعد تصريحات المسؤول الأمني البارز في ما يعرف بجهاز الشرطة بمخيمات تندوف، خلال ندوة صحفية نظمها بداية شهر غشت بالسمارة ودعم فيها مبادرة الحكم الذاتي، بمنع مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من دخول مخيمات تندوف «منعا كليا» دون مراعاة وضعه الأسري والإنساني وحرمانه من الالتقاء بأمه وإخوته وبشكل خاص الالتحاق بزوجته التي وضعت قبل أيام مولودا جديدا أطلق عليه اسم مريم.