سيبقى يوم الثلاثاء، 7 شتنبر الجاري، راسخا في ذهن «مسعود»، المواطن الفرنسي الذي اختار أن يعلن إسلامه في مسجد «الكتبية» في مدينة مراكش، إذ بمجرد ما نطق الشهادتين على يد عضو في المجلس العلمي بعد صلاة العشاء، حتى حيّتْه أصوات آلاف المصلين بالتكبير والتهليل، ترحيبا ب«الوافد الجديد» على دين الرحمة والتسامح. فالدين الذي اختاره «مسعود»، كما قال في تصريح ل«المساء» هو دين «التضامن والمساواة بامتياز، إذ لا يُفرّق بين الأجناس والألوان، بل يجمعها كما يمكنه أن يجمع العالم كله». وقد أحس «مسعود» بذلك من خلال تعامل أصدقائه المغاربة والتونسيين معه بالألفة والتعاون، يوضح «مسعود»، المزداد في العاصمة الفرنسية باريس. مسعود، الذي بدا منشرحا قبل وبعد إسلامه، متزوج من سيدة مغربية تدعى «سعاد ش.»، ولديهما ابن اسمه «سامي»، ويقيم مسعود اليوم رفقة أسرته الصغيرة في حي القنارية في المدينة القديمة منذ ستة سنوات، ويشتغل مسيرا لأحد الرياضات في المدينة. وقد كان لقب الفرنسي المسيحي قبل أن يفتح الله قلبه للإسلام هو «أوليفيي بهار». وقد شهدت نهاية التراويح لأول أمس الثلاثاء اصطفاف العشرات من الشبان داخل المسجد للترحيب بالمسلم الجديد، فيما كان يرد عليهم ببعض كلمات الشكر بالعربية، بينما فضلت أعداد غفيرة من المصلين التوجه صوب المقرئ وديع شاكر لتحيته والسلام عليه. وقد أكد مسعود، الذي يبلغ من العمر 43 سنة، أن سبب إسلامه لا يرجع إلى قراءته كتب حول الدين الإسلامي، بل يعود بالأساس إلى علاقته الطويلة ببعض الأصدقاء المغاربة والتونسيين، وخص بالذكر الحاج بشير كورشيت التونسي، والحاج أحمد قريفي المغربي، اللذين رافقاه إلى مسجد «الكتبية» لإعلان إسلامه. وأضاف مسعود بهار، في حديث مع «المساء»، أنه يشعر، مند بدء تعلقه بهذا الدين وإعلان إسلامه، بأنه «حر أكثر من أي وقت مضى». ويعد «مسعود» ثامن أجنبي يعلن اعتناقه للإسلام في مسجد «الكتبية» الشهير، المشيَّد في عهد الدولة الموحدية، والذي يستقطب خلال شهر رمضان المبارك أزيد من 25 ألف مُصلٍّ يستمتعون بقراءة المقرئ الشاب وديع شاكر. ويعتبر مسعود رابع فرنسي يعلن إسلامه في المسجد خلال رمضان هذا العام، بعد شابة بلجيكية تبلغ من العمر 23 سنة، دأبت على مرافقة زوجها المغربي إلى مسجد «الكتبية» خلال هذا الشهر الفضيل، لتعلن إسلامها، بعد تأثرها بسماعها القران الكريم في صلاة التراويح بصوت المقرئ وديع شاكر، كما اعتنقت الإسلام كذلك أسرة إنجليزية مكونة من ثلاثة أفراد.