ترأس الملك محمد السادس، أول أمس الاثنين بأكادير، مراسيم تسليم قوارب الصيد التقليدي إلى البحارة والصيادين بميناء المدينة، الذين تضرروا بسبب سوء الأحوال الجوية التي عرفتها المنطقة في شهر فبراير الماضي. وهمت هذه العملية استبدال 197 قاربا متضررا لفائدة حوالي 800 بحار وعائلاتهم, ،وذلك بغلاف مالي بلغ 12 مليون درهم . وهذه القوارب مجهزة بمحركات وبأجهزة الصيد ومعدات السلامة، ومعدات الاتصال ورصد الأسماك، وصناديق عازلة للحرارة للحفاظ على سلامة وجودة الأسماك المصطادة. ويشتغل على كل قارب من القوارب المعنية بالعملية ما بين أربعة وخمسة أشخاص. وكانت الرياح القوية والأمطار الطوفانية التي ضربت منطقة أكادير في 18 فبراير الماضي قد تسببت في جرف 11 باخرة صيد كبيرة مهجورة منذ سنوات بحوض ميناء أكادير، مما أدى إلى تحطم عدد كبير من قوارب الصيد التقليدي التي كانت راسية بالميناء. وترمي هذه العملية إلى النهوض بقطاع الصيد التقليدي وتحسين ظروف عيش وعمل الصيادين التقليديين. كما تندرج هذه العملية في إطار تطبيق الاتفاقية التي تم توقيعها في ثاني مارس الماضي بين وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الفلاحة والصيد البحري، من جهة، وغرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى من جهة أخرى. كما يندرج تطبيق هذه الاتفاقية في إطار الحرص على تتبع تداعيات التساقطات القوية التي عرفتها المنطقة وذلك بهدف تقديم الدعم بشكل عاجل وفعال إلى العائلات المتضررة. وستمكن هذه العملية من عصرنة وتحديث عشرة بالمائة من أسطول قوارب الصيد التقليدي بجهة أكادير واقتناء قوارب تتوفر فيها السلامة والجودة . على صعيد آخر، ترأس الملك محمد السادس، مساء أول أمس بمسجد محمد الخامس بأكادير، حفلا دينيا إحياء لليلة القدر المباركة. وبعد صلاة العشاء والتراويح، رتل المقرئ الطفل حمزة الساحلي الفائز بالرتبة الأولى ل«جائزة محمد السادس الوطنية في حفظ وتجويد القرآن الكريم وترتيله»، في حضرة الملك آيات بينات من الذكر الحكيم، قبل أن يتقدم للسلام على الملك لتسلم جائزة المسابقة. وخلال هذا الحفل ألقى العالم حسن الشافعي من مؤسسة الأزهر بمصر والرئيس السابق لجامعة إسلام آباد الإسلامية، في حضرة الملك، كلمة نيابة عن العلماء المشاركين في الدروس الحسنية الرمضانية، أشار فيها إلى ما للعلماء من ثمرات النهضة والصحوة في المجال الديني المتمثلة في إنجازات واضحة من بينها إحداث مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف بأقوم الطرق العلمية والوسائل الفنية. ومن هذه الميزات، يضيف الأستاذ الشافعي، الرعاية الملكية للدعاة والأئمة والعلماء العاملين في إطار المجالس العلمية والدعوة الدينية بهدف بيان أحكام الدين الحنيف، بعيدا عن الأفهام المنحرفة، ومنها أيضا تبلور الثوابت المغربية في وحدة العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والمنهج التربوي الصوفي وإمارة المؤمنين. ووشح الملك بهذه المناسبة محمد الشياظمي الذي قام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد، ومحمد المعلمين الذي قام بتخطيط المصحف المحمدي، بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط. وقدم محمد المعلمين، بالمناسبة،إلى الملك لوحة بالخطين الكوفي والمغربي تمثل مسجد قبة الصخرة بالقدس الشريف.