كذبت الحكومة الإسبانية التصريحات التي أدلى بها الناشطون الإسبان، الذين تظاهروا يوم السبت الماضي بالعيون، تأييدا لجبهة البوليساريو ولخيار انفصال الصحراء عن الوطن، واعتبرت الحكومة الإسبانية أن الرواية التي قدمها المغرب حول الأحداث التي حصلت بالمدينة أثناء طرد الناشطين الإسبان هي رواية صحيحة، بينما كان النشطاء الإسبان يحاولون ترويج إشاعة الاعتداء عليهم من قبل السلطات الأمنية الإسبانية. هذا الموقف من جانب حكومة مدريد موقف مهم جدا ويحتاج للتأمل، فهو يظهر للرأي العام المغربي والإسباني معا كيف أن بعض الجهات واللوبيات في إسبانيا تحاول إفساد العلاقة بين البلدين وزرع الخلافات والعودة بهذه العلاقة الجيدة اليوم، إلى ماضي المواجهة والاحتقان والتأزم. رسالة الحكومة الإسبانية واضحة، وهي أن المواطنين الإسبان الذين تظاهروا في مدينة العيون بالصحراء المغربية لم يحترموا القوانين الجاري بها العمل في البلد، حينما ميزت بين مسؤوليتها في الدفاع عن حقوق مواطنيها في الخارج، وبين ضرورة احترام القوانين الجاري بها العمل. علاوة على ذلك فإن موقف الحكومة الإسبانية يعري حقيقة نوايا هؤلاء النشطاء الذين قفزوا على الويلات التي تحصل في مخيمات العار في تيندوف وجاؤوا إلى العيون واضعين على أعينهم نظارات سوداء، لأن الهدف الحقيقي من وراء تظاهرهم هو البحث عن أي فرصة لإشعال فتيل النيران بين البلدين، بعدما فشلت جميع المحاولات السابقة.