طلبت إسبانيا الإثنين، تفسيراً من المغرب لملابسات ترحيله ليل الأحد 11 ناشطاً إسبانياً من مدينة العيون، كبرى مدن المحافظات الصحراوية، إلى جزر لاس بالماس الإسبانية المقابلة للسواحل الأطلسية. وأشارت جريدة "الحياة" اللندنية إلى أن المغرب عزا قرار توقيف هؤلاء ثم ترحيلهم إلى مشاركتهم في تظاهرة مؤيدة لجبهة بوليساريو حملوا خلالها أعلام الجبهة ورددوا شعارات تنتقد انتهاكات حقوق الإنسان. وقال خوسيه لويس ثاباتيرو رئيس الحكومة الإسبانية في تصريحات أدلى بها في شنغهاي الإثنين: "إن وزارة الخارجية الإسبانية طلبت من السلطات المغربية تقديم تفسير لما حصل في العيون، وإن بلاده ستجري تقويماً بعد حصولها على الرد المغربي". وأكد ثاباتيرو أن مدريد ستستمر في اعتماد الديبلوماسية حجر الزاوية في سياستها الخارجية. وقال شهود في الرباط : "إن الناشطين الإسبان كادوا يتسببون في مشاحنات وأعمال عنف في العيون، إذ أن ناشطين صحراويين من تنظيمات غير حكومية كانوا ينظّمون تظاهرة مؤيدة للمغرب في التوقيت والمكان ذاتهما. غير أنها المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات المغربية بترحيل رعايا إسبان بهذه الطريقة". وأفادت مصادر رسمية بأن المسئولين المغاربة طرحوا أمام وزير الداخلية الإسباني الفريدو روبالكابا خلال زيارته المغرب الأسبوع الماضي "حزمة تجاوزات" ارتكبها رعايا إسبان كانوا يفدون إلى المحافظات الصحراوية قصد السياحة ثم يتحولون بعد وصولهم إلى "نشطاء في الدفاع عن حقوق الإنسان". ووفق مصادر مغربية فإن المسئول الإسباني أبدى تفهمه للموقف المغربي، ما قد يكون شجّع المسئولين المغاربة على اتخاذ قرار ترحيل الناشطين الإسبان، علماً أن منظمات غير حكومية كانت دعت السلطات المغربية إلى محاكمتهم بتهمة الإخلال بالأمن العام. وتساءل ناشطون مغاربة ماذا سيكون موقف السلطات الإسبانية لو أن مغاربة غير مقيمين في إسبانيا تظاهروا في منطقة بالباو مطالبين بمنح شعب الباسك حرية تقرير مصيره، أو تظاهروا في برشلونة مطالبين بمنح كاتالونيا حق الانفصال عن إسبانيا.