لم يستطع «هشام حلي»، وزوجته أن يحبسا نفسيهما عن البكاء وهما يتابعان كيف أن طفلهما يغادر الدنيا إلى غير رجعة أمام أعينهما بمستشفى السلامة بمدينة قلعة السراغنة، تاركا فراغا كبيرا في حياتهما. ولم يستسيغا كيف أنه لم يُقدم لابنهما، ذي الثلاث سنوات الذي تعرض للسعة عقرب، من الأدوية ما يحول دون وفاته يوم السبت الماضي، والاكتفاء بوضعه تحت العناية المركزة بالمستشفى التي دخلها يوم الجمعة على الساعة الحادية عشرة ليلا. وكان الابن المتوفى قد نقل من قٍبل والديه على وجه السرعة من مدينة «تملالات»، التي تبعد عن مدينة قلعة السراغنة بحوالي31 كيلومترا، بعدما لسعه عقرب سام. وعاش الوالدان حالة من الترقب طيلة المدة الفاصلة بين وضع صغيرهما، المسمى قيد حياته «عبد الصمد حلي»، في العناية المركزة، وصباح السبت عندما تلقيا خبر وفاته، ليصابا بصدمة شديدة. وبدت الأم منهارة وهي تودع أول مواليدها نحو مثواه الأخير والدموع تنهمر من عينيها والآهات تنبعث من حلقها. وبإقليم سيدي بنور، لقي رضيع، يبلغ من العمر أربعة أشهر حتفه بعد تعرضه للسعة عقرب سامة بدوار «امعيزة»، التابعة لجماعة الغنادرة دائرة الزمامرة، إقليم سيدي بنور. ومما زاد من دخول الرضيع دائرة الخطر، توجه والدي الضحية إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بمدينة الجديدة، بعد أن نقلا رضيعهما إلى المستشفى الإقليمي لسيدي بنور. حيث أخبروا بعدم وجود لقاح مضاد لسم العقرب، وبالجديدة لفظ الصغير أنفاسه الأخيرة. والجدير بالذكر أن العديد من سكان الدواوير التابعة لمدينتي الجديدةوقلعة السراغنة يتعرضون باستمرار للسعات العقارب، خصوصا الأطفال الذين يكونون ضحية هذه الحشرات السامة، في غياب اللقاح المضاد لهذه السموم، التي تفتك بأجساد الصغار والكبار على حد سواء.