لازال السيد يحيى بوطيب الدركي المتقاعد يعارك طواحين الهواء ببحثه عن حقيقة مقتل إبنه الدركي هشام بوطيب إثر حادثة سير بالطريق السيار المارة عبر بوزنيقة. حيث سبق للسيد بوطيب أن صرح للعلم أن ابنه قد تعرض لحادثة سير أثناء تنقله من مدينة قلعة السراغنة التي يشتغل فيها كدركي بكوكبة الدراجات النارية إلى الرباط حيث كلف بإيصال ملفات خاصة بسرية قلعة السراغنة إلى مركزية الدرك الملكي بالرباط، غير أن القدر فاجأه بحادثة سير أدت إلى وفاته في الحين. ويبدو أن تفاصيل هذه الحادثة حسب الأب المكلوم تم تزويرها وتحريفها من طرف جهات معينة داخل الدرك تواطأت ضد ابنه وحرفت الحقائق، حيث دوَّن معاينو الحادثة في محضرهم أن الدركي هشام بوطيب كان يسير في الاتجاه المعاكس للطريق القادمة من الدارالبيضاء المتجهة نحو الرباط، وهو الأمر الذي لم يستسغه أب هشام على اعتبار أنه دركي متقاعد ويعرف تمام المعرفة كيف تجري عمليات المعاينة، فطلب رؤية سيارة ابنه والاضطلاع على محضر المعاينة والإنصات إلى شروحات رجال الدرك المسؤولين عن منطقة بوزنيقة، فتبين له أن القضية محبوكة وأن هناك من يحاول طمس معالمها وطي صفحات ملفها دون الغوص في أعماق حقائقها وإظهار تفاصيل الواقعة كما جرت. بل إن البعض ممن يشرفون على التحقيق في قضية الحادثة المذكورة حسب أب الضحية يعملون جاهدين من أجل إخفاء كل المعالم التي توضح مدى عدم صدقية التقرير الذي تم إنجازه في هذه القضية. ويعتبر يحيى بوطيب حسب رسالة وجهها إلى مسؤولين بمؤسسة الدرك الملكي أن مسألة إظهار حقيقة ما جرى لا تحتاج إلى جهد سوى نقل ملف التحقيق فيها إلى جهات أمنية أخرى ومنحها صلاحيات إجراء بحث وتحقيق نزيه حيث سيتضح لها من خلال مشاهدة شريط التسجيل المأخوذ عن الكاميرا المثبتة بمحطة الأداء ببوزنيقة أن ابنه هشام بوطيب كان قد مّر بتلك المحطة بدقائق قليلة قبل وقوع الحادثة وهو ما يؤكد كذلك بجلاء أن الشاحنة التي ادعى المحققون من سرية الدرك ببوزنيقة أنه اصطدم بها كانت وراءه مباشرة في محطة الأداء فكيف له أن يصطدم بها من الجانب الأمامي ويحول اتجاهه إلى الاتجاه المعاكس للطريق والشاحنة لا تفصله عنها سوى أمتار قليلة؟ كما يؤكد السيد يحيى بوطيب أنه يتوفر على شاهد معتمد وموثوق فيه وهو خبير محلف مستعد ليثبت أن حالة السيارة التي لقي ابنه فيها حتفه يستحيل أن تكون قد صدمت من واجهتها الأمامية. كما أكد أب الضحية أنه لن يتوانى في البحث عن السر وراء إخفاء الحقيقة وسيعمل على الكشف عن كل التواطؤات التي تورط فيها مسؤولون بسرية الدرك الملكي ببوزنيقة، ويناشد أصحاب القرار بالدرك الملكي من أجل أن يوجهوا أوامرهم بفتح تحقيق نزيه وأن يأخذوا بعين الاعتبار خدمته وتفانيه داخل جهاز الدرك الملكي لمدة لا تقل عن 38 سنة. عادل تشيكيطو