أصبح وضعُ شركة «فيوليا» المكلَّفة بالتدبير المفوض لقطاع النظافة في الرباط غامضا، في ظل تصاعد الأصوات المطالِبة بفسخ العقدة التي تربطها بمجلس المدينة، بسبب عدم احترامها دفترَ الحملات وعجزها الواضح عن القيام بمهمتها التي تتقاضى عنها ملايين الدراهم سنويا. وكان العمدة فتح الله ولعلو، الذي استنفد رصيده من الاعتذارات، نتيجة أزمة النقل المتواصلة التي تسببت فيها أيضا «فيوليا»، من خلال شركة «ستاريو»، قد أبدى مرونة في تقبُّل الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهها أعضاء من المجلس للشركة، خلال الدورة التي عقدتها بلدية الرباط، في الأسبوع الماضي. وطالب بعض الأعضاء العمدةَ الاتحاديَّ بكشف الحقيقة في ما يتعلق بالغرامات المتعلقة بالمخالفات المنصوص عليها في دفتر التحملات وأكدوا تخاذل المجلس في مراقبة التزام الشركة بهذا الدفتر، وهو ما يُفسِّر عدمَ فرض أي جزاءات على الشركة، رغم الكارثة البيئية التي تسببت فيها خلال الأسبوع الماضي، بعد أن تحولت شوارع الرباط وسلا إلى مزابلَ مفتوحة، ما أجبر ولاية الرباط على كراء عدد من الشاحنات للتخفيف من حدة الأزمة المرتبطة بعدم وجود مطرح يستقبل نفايات كل من الرباط وسلا. وقد جرب العمدة فتح الله ولعلو، أيضا، سياسة الهروب إلى الأمام، بعد أن أكد أن صفقة التدبير المفوض تمت خلال عهد المجلس السابق، وأشار إلى أن المجلس الحالي عقد عدة اجتماعات في هذا الشأن، في أفق التدقيق في دفتر التحملات، ملوحا إلى إمكانية فسخ عقد التدبير المفوض في قطاع النظافة، قبل أن يستدرك بالقول إن اتخاذ أي قرار ينبغي أن يراعي التبعات التي ستنجم عنه. وشهدت الأيام الماضية تزايد حدة الانتقادات الموجَّهة لشركة «فيوليا» الفرنسية التي فازت بصفقة التدبير المفوض للقطاع، والتي لا تلتزم بالحد الأدنى للنظافة في طريقة عملها، خاصة في ما يتعلق بالشاحنات المكلَّفة بجمع القمامة التي لا يتم غسلها، ما يؤدي إلى تسرب كميات كبيرة من إفرازات ذات رائحة كريهة على الطرق، إضافة إلى عدم تنظيف الحاويات والارتباك في مواقيت جمع النفايات التي تنقل إلى مطرح عكراش، والذي أصبح يستقبل مئات الأطنان من الأزبال، رغم الحديث الذي كان يروج عن قرب التخلص من هذا المطرح العشوائي، نتيجة الأضرار البيئية التي يتسبب فيها.