تمكنت المصالح الأمنية بمنطقة «الدريوش» بنواحي إقليمالناظور من إلقاء القبض على الجاني الذي ارتكب جريمة قتل في حق المسنة، التي تبلغ من العمر 75 سنة والقاطنة بحي «البوعناني» المجاور لحي «بنكيران» بطنجة. وكان الجاني، لحظة القبض عليه، برفقة أسرته في منطقة الدريوش، حيث لجأ إليها بعد أن ارتكب جريمته في طنجة، وهي الجريمة التي خلفت استياء كبيرا في المدينة. وأعيد تمثيل الجريمة أول أمس في نفس المنزل الذي جرت فيه، في الوقت الذي منع فيه الصحافيون من الدخول لمعاينة العملية على الرغم من استدعائهم من طرف الأمن. وكانت المصالح الأمنية بطنجة قد عجزت عن إلقاء القبض على الجاني الذي فر هاربا خارج المدينة مباشرة بعد ارتكابه الجريمة، وهو ما دفعها إلى إطلاق مذكرة بحث وطنية من أجل القبض عليه. وتبين خلال مرحلة الاستماع إلى الجاني (ع، ب)، وهو من مواليد الدريوش بنواحي الناظور، أنه ارتكب هذه الجريمة بدافع السرقة، وهي الفرضية التي كانت مرجحة خلال التحقيق الأولي. وأفادت مصادر أمنية بأن الجاني (54 سنة) اعترف بأنه سرق ما يناهز 12 مليون سنتيم من الضحية، تسعة ملايين منها بالجنيه الإسترليني، إضافة إلى بعض الحلي التي كانت موجودة في بيتها. يذكر أن الضحية كانت تقيم في لندن وعادت إلى المغرب بعدما حصلت على التقاعد، وكانت تعيش لوحدها بعد انفصالها عن زوجها بسبب مشاكل عائلية. من جهة أخرى، اعترف الجاني بأنه دخل إلى بيت الضحية في ساعة متأخرة من الليل، مؤكدا أنه لم يكن يريد قتلها بقدر ما كان يرغب في الحصول على الأموال التي كانت مخبأة في خزانتها. وأضاف الجاني، خلال الاستماع إليه من قبل عناصر الشرطة القضائية بطنجة، أن الضحية قاومته وبدأت تصرخ، فعمد إلى وضع حد لصراخها بواسطة شريط كهربائي لفه حول عنقها، قبل أن يلوذ بالفرار في اتجاه مدينته. وكان الجاني يتردد بشكل يومي على أخيه، وهو بائع أثواب، الذي يقطن، مقابل سومة كرائية، بالطابق الثاني من منزل الضحية التي كانت تقطن في الطابق الأرضي، واستطاع أن يجمع المعلومات الكافية حولها قبل أن يداهم بيتها في ساعة متأخرة من الليل. وأفاد مصدر مقرب من عائلة الضحية بأن أخ القاتل كان بذمته دين لفائدة الضحية بقيمة 14 مليون سنتيم، إضافة إلى ثمن كراء المرأب الذي يضع فيه سلعته، وأيضا مبالغ كراء المنزل التي تراكمت عليه منذ شهور. وكانت المصالح الأمنية قد عثرت على جثة الضحية ملقاة على الأرض داخل غرفة نومها وعليها أثر طعن صغير بالسكين في عنقها، قبل أن تنجح في تحديد هوية الجاني رغم فراره، وذلك بعدما عثرت الشرطة العلمية والتقنية على بصمات القاتل بمسرح الجريمة.