تعرف أسواق الخضر والفواكه تناقصا مستمرا في كميات الموز المعروضة، وهو ما جعل ثمنه يرتفع خلال الأسابيع القليلة الماضية، ويتوقع أن تستمر هذه الحالة إلى الشهر المقبل مع بدء الدورة الإنتاجية للموز، والتي تدوم إلى غاية شهر يونيو من كل سنة، مع حضور قوي للموز المستورد. ويوضح رئيس الفدرالية المغربية لأسواق الجملة للخضر والفواكه حميد لوعال أن سعر الكيلوغرام الواحد من الموز بلغ في الأيام الماضية ما بين 8.5 و9 دراهم في أسواق الجملة، وهو ما يعني وصوله إلى المواطنين في الأسواق الشعبية بثمن لا يقل عن 13 درهما، وأضاف أن الموز سريع التلف وبشكل خاص مع أجواء الحرارة المرتفعة التي تبلغ ذروتها في شهر يوليوز وغشت، حيث يعمد منتجو هذه الفاكهة، التي يكثر استهلاكها في مختلف أشهر السنة تقريبا، إلى نهج دورة إنتاجية تلائم تقلب الأحوال المناخية، بحيث يشرعون في جني الموز من شهر شتنبر إلى شهر يونيو. هذه المعطيات تشير إلى أن ارتفاع سعر الموز مرتبط بقلة العرض، حيث ينعدم تقريبا الإنتاج الوطني منه وتوجد أهم المناطق المنتجة في سوس والغرب والجديدة، وتتشكل أغلبية الكمية القليلة المعروضة حاليا من الموز في الأسواق من الواردات والتي تجلب من دول أمريكا اللاتينية أساسا، ومن بعض الدول الإفريقية. ومن الفواكه التي يندر وجودها في الوقت الحالي التفاح، حيث لم يعد بمقدور السواد الأعظم من الأسر المغربية اقتناء كمية منه، إذ يصل سعر الكيلوغرام منه إلى ما يفوق 17 درهما، وهو الثمن الذي يمكن من شراء أزيد من 3 كيلوغرامات حين توفرها بكميات كبيرة، وحسب لوعال فإن هذا الوضع سيتغير مع بدء إنتاج الضيعات المغربية للتفاح في نهاية الشهر الجاري أو بداية شتنبر، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع الكمية المعروضة وانخفاض سعره. من جهة أخرى، لاحظ رواد الأسواق الحضور الكبير والمتزايد للعنب التي تمتد دورتها الإنتاجية من شهر ماي إلى غشت، ويتراوح متوسط سعر الكيلوغرام منه ما بين 7 و 10 دراهم، فيما تراجعت الكميات المعروضة من الفواكه الحمراء كالخوخ والشهدية بفضل استنفاد الإنتاج الوطني منه، كما أن الدلاح الذي امتلأت به الأسواق خلال الأشهر الثلاثة الماضية بدأ في التراجع بشكل كبير، بحيث لم يتبق منه سوى النوعية المتوسطة أو الرديئة، فيما يشهد البطيخ عكس ذلك بحيث إن الإنتاج منه يواصل منحناه التصاعدي، وبالتالي فإن الكميات التي تلج منه لأسواق الخضر والفواكه في تزايد. يشار إلى أن زراعة الفواكه تشغل نحو 240 ألف هكتار، وينتج المغرب قرابة 3 ملايين طن من الفواكه، يوجه جزء منها نحو الخارج خلال موسم التصدير الذي ينطلق من أكتوبر وينتهي في يونيو، وتشكل الحوامض أحد المنتجات التصديرية الأساسية للمغرب، بحيث تمتد على مساحة 30 ألف هكتار، وتنتج مليونا ونصف مليون من الفواكه كالبرتقال والليمون...