ذكر محمد الأغضف أن القناة الجهوية للعيون، التي يديرها، ستوسع البث ليصل خمس ساعات، ابتداء من شهر رمضان الحالي، بوتيرة مستمرة، وأشار إلى القناة منخرطة في مشروع ضخم يتمثل في مشروع «بلاطو» يُعَدُّ الأكبر في المنطقة. ودافع الأغضف عن حصيلة القناة، على الرغم من الانتقادات التي توجه لها. في هذا السياق، قال الأغضف في حوار مع «المساء» إنه «لا بد، في البداية، من التأكيد على نقطة أساسية هي أنني اخترت بشكل تلقائي جريدة «المساء»، لِسِعة انتشارها ومصداقيتها من أجل تحية مشاهدينا وتحية قراء «المساء»، التي أعتزُّ بها، ومن خلالها أريد أن أبعث العديد من المعطيات والمستجدات المتعلقة بالقناة.. في البدء، نؤكد أننا سنخوض تجربة خمس ساعات، بشكل يومي ومتواصل.. وقد كان هذا الارتفاع في ساعات البث نتيجة تطور القناة، التي أصبحت تحظى بنسبة متابعة مهمة داخل المناطق الجنوبية ومخيمات تندوف وموريطانيا ومالي.. وهي المنطقة التي تمثل الجمهورَ المفترَض للقناة، لتوفرها على معطى اللهجة الحسانية، كما أن هذا التطور أفرزه المجهود الخاص للرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الذي أشرف على إطلاق المشروع وخاض حربا ضروسا من أجل الرفع من ميزانية القناة، وهذا ما يفسر الأهمية التي يوليها لها، كما أن إدراج القناة في العقد -البرنامج يشكل دعما قويا للقناة، في الوقت الذي تخلت فيه الجهات عن الدعم الذي كان مخصَّصا للقناة، وأصبح منحصرا في ما تقدمه الدولة». وأضاف الأغضف أن «هذه الزيادة ستنعكس، إيجابيا، على الاستثمارات، إذ نطمح، في شهر نونبر، إلى تدشين «بلاطو» ضخم كامل التجهيز، بأحدث التقنيات، ويعد من أكبر الأستوديوهات في منطقة غرب إفريقيا، بمساحة 240 مترا مربعا. كما تنعكس الميزانية على الإنتاج، بالتزامن مع توسيع ساعة البث وأخذ موقع خاص في القمر الاصطناعي، فضلا على مساهمة الدعم في تطوير أدائنا وتوسيع قاعدة المتعاونين والشركاء، سواء المحليين أو الإقليميين... وهذا ما كان ليتحقق لولا إرادة مجموعة من المسؤولين، من بينهم الرئيس المدير العام والمدير العام والمدير المركزي للإنتاج والبرمجة، العلمي الخلوقي، والمدير المالي المركزي، الحضوري.. وأشدد على أن الميزانية المخصصة للقناة كافية، لأن الرئيس المدير العام للشركة تعامل معنا بسخاء كبير، لهذا نتمنى أن نكون في مستوى تطلعات الجمهور وإدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة». وفي تعليقه على مدى تجسيد الجهوية في القناة، قال الأغضف: «لا يمكن تقييم النتائج على المستوى السياسي في زمن قصير، لكن ما يمكن قوله وما لاحظه المهتمون هو أننا استطعنا أن ننقل إلى المحاصَرين، إعلاميا، الحركية الديمقراطية الموجودة في المغرب، واستطعنا إشاعة الفكر الديمقراطي بينهم، وهذا ما أَزعَج البوليساريو والجزائر ودفعهما إلى إنشاء قناة موجهة لأبنائنا المحاصَرين في تندوف.. كما أن القناة ملتزمة بوظائفها (الإخبار، التثقيف، الترفيه) التي ينص عليه دفتر التحملات»... ونفى الأغضف أن تكون قناة بوليساريو قادرة على منافسة قناة «العيون»، «لأن المنطلق مختلف، لأن «قناتنا مفتحة وديمقراطية وقادرة على استيعاب الاختلافات، في الوقت الذي تتأسس قناتهم على الفكر الأحادي، وهنا لا بد من التذكير بأننا سبق وأن استضفنا مناصرين للبوليساريو، لكنني أتحداهم، إن كانوا ديمقراطيين، أن ينقلوا فقوة واحدة مما جاء على لسان مصطفى سلمى سيدي مولود حول حرية الإعلام والديمقراطية..»، يقول الأغضف. وأبدى الأغضف عدمَ اقتناعه بالصورة التقنية للقناة، وأكد أن قناة العيون لا تدخل غمار التنافس على قمر اصطناعي يضم 1500 قناة عربية، إلا أنها تحاول أن تُحسِّن أداءَها وصورتها، وهذا لا يتحقق بين عشية وضحاها، بل يتحقق بالطاقات البشرية والتكوين المستمر الذي نطالب به بإلحاح.. وحول ملف شركات الإنتاج، الشائك والمعقَّد، قال الأغضف: «لقد اتخذت قرارا صعبا في البداية، لكنه ذو أهداف، إذ تعاملت مع شركات محلية من أبناء المنطقة دون التوفر على رخص من أجل خلق شركات إنتاج محلية للإنتاج السمعي -البصري، إلا أنه، في وقت ما، كان من اللازم تطبيق القانون، حسب ما تنص عليه مقتضيات المركز السينمائي المغربي، وأضحى التعامل ينحصر على الشركات المتوفرة على ترخيص المركز والشركات المشتغلة بمنطق المقاولة، كما شجعنا أو قبلنا التعامل مع شركات من مناطق مغربية أخرى، تكريسا للوحدة، وشجعنا تنقُّل الشركات إلى العيون. وحول ملف الإشهار، قال الأغضف: «صراحة، لدينا مشكلة، فكلما استأنس مسؤول في الإشهار بملف القناة، إلا وغادر المنصب، فقد شرحنا لسليم الشيخ ففهم فنقل، وشرحنا للشافعي فانتقلت إلى شركة خاصة، وخضنا التجربة مع بلفقير، الذي ننتظر منه أن يمنحنا الإشهار»...