أظهرت تصريحات عبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة، الوجه الذي تحاول الجزائر إخفاءه منذ عقود عن المنتظم الدولي، عبر محاولة الظهور بمظهر المدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها والمنافح عن حركة التحرر العالمية، ليبرز أن الموقف يتلخص فقط في معاداة المغرب لأسباب مرتبطة بالعقيدة العسكرية للجيش الجزائري الذي لم يستسغ حتى الآن هزيمته النكراء في كل الحروب التي حاول خوضها ضد المغرب. إن جنرالات الجزائر، المتحكمين في السلطة والمنتمين إلى جيل عايش طموحات التوسع لدى حكام قصر «المرادية»، لا زالوا لم يتعايشوا بعد مع فكرة أن الحرب الباردة قد انتهت وأن حائط برلين قد زال، ولم يستجيبوا بعد للتحولات التي عرفها النظام العالمي والتي تقوم على التنمية الاقتصادية المعتمدة على التكتلات الكبرى، والدول القوية بدل زرع الكيانات السياسية الصغيرة التي تسهل السيطرة عليها من قبل المنظمات الإرهابية لما تعانيه من ترهل في مؤسساتها وانعدام لمصادر تمويلها بالشكل الكافي لقيام دولة حقيقية، والأهم هو غياب شروط تأسيسها. إن المغرب سعى دائما إلى مد يده إلى الجارة الجزائر، بل وابتعد طيلة عقود عن توجيه الاتهام، بخصوص عرقلة مساعيه لاستكمال وحدته الترابية، إلى المسؤولين الجزائريين بشكل مباشر، رغبة في الحفاظ على شعرة معاوية التي ربما تدفع بالقيادة الجزائرية إلى التراجع عن مواقفها، إلا أنه وبعد اتضاح المساعي الجزائرية، لم يعد ممكنا سوى تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية شاء من شاء وكره من كره.