دخلت «قابلات» المستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس، منذ يوم الثلاثاء الماضي، في اعتصام مفتوح أكدن أنهن لن يوقفنه إلا بفرض احترام مهنتهنّ وإلغاء قرار توقيف احتياطي صادر في حق إحدى زميلاتهن، بسبب «نزاع» مهني بينها وبين طبيب تحول إلى شبه عراك، قبل أن ينتهي بقرار إداري للتوقيف، في انتظار إحالة الملف على المجلس التأديبي، بعدما هدد بعض الأطباء بنزع بذلاتهم وترك العمل في المستشفى. وتتهم حوالي 21 «قابلة» في هذا المركَّب الاستشفائي طاقمه الطبي، سواء في الإدارة أو في العمل، باحتقارهن وعدم تقدير ما يقمن به من مجهودات لتسهيل مأمورية الأمهات الحوامل، إبان مرحلة الوضع، إضافة إلى الاعتناء بالرُّضَّع قيدَ ولادتهم. وتحكي هؤلاء «القابلات»، وهن خريجات المعاهد الصحية العمومية المتخصصة في تخريج الممرضين بعد الانتقاء وبعد 3 سنوات من الدراسة، أن شروط العمل التي يصفنها ب«المهينة» دفعت عددا منهن إلى تقديم استقالتهن من العمل، فيما قررت المتبقيات منهن الانضمام إلى نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، لبدء الاحتجاجات بهدف فرض احترام كرامتهن، طبقا لأقوالهن. وإلى جانب المطالبة بالعودة الفورية لزميلتهن الموقوفة عن العمل واستدعاء الطرفين للاستماع إليهما في النازلة، قبل اتخاذ أي قرار، فإن «قابلات» المستشفى الجامعي في فاس يطالبن بالتسريع بإقالة الممرض الرئيس المسؤول عنهن في قسم الولادة، وتعيين إحداهن بدله. ووصفت نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب القرار بالتعسفي، متهمة الإدارة بإعطاء الوعود الكاذبة لهؤلاء «القابلات». ونفى الدكتور محمد لزعر، مدير مستشفى الأم والطفل، اتهامات «القابلات»، موردا، في اتصال ل»المساء» به، أن الأطقم الطبية، بمختلف مكوناتها، تعمل في المستشفى الجامعي لخدمة المرضى، وليس هناك تقليل من قيمة أي من هذه المكونات. وأشار لزعر إلى أن الإدارة عمدت إلى التوقيف الاحتياطي ل»القابلة»، بعدما عمدت، أثناء ولادة، إلى حمل رضيع بطريقة غير ملائمة، وتلفظها بكلام غير مناسب تجاه أحد الأطباء عندما أبدى ملاحظة حول هذه الطريقة في حمل الرضيع. وقال إن القرار إجراء عادي سيليه قرار عرض القابلة على المجلس التأديبي للاستماع إليها رفقة الطبيب وكل الشهود الذين حضروا الواقعة، قبل اتخاذ القرار الإداري النهائي. ولجأت إدارة المستشفى، لتجاوز وضع الارتباك الذي أحدثه اعتصام «القابلات» بفي قسم الولادة، إلى تأجيل منح العطل للأطباء الداخليين والأطباء المقيمين، وتجاوز بصماته القابلات للحصول على الأدوية من صيدلية المستشفى. لكن «القابلات» يقلن إن اعتصامهن أدى إلى خلق فوضى عارمة داخل هذا القسم.