تم تأجيل اجتماع المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي إلى غد الثلاثاء بعدما كان مقررا الجمعة الماضي. وحسب عدد من أعضاء المكتب، فإن دواعي هذا التأجيل الذي تكرر عدة مرات تعود بالأساس إلى وجود مجموعة من أعضاء المكتب خارج المغرب، منهم من شارك في أشغال المؤتمر ال32 للأممية الاشتراكية الذي جرت أشغاله باليونان، ومنهم من كان في مهمة رسمية كما هو الحال بالنسبة إلى عبد الواحد الراضي، الذي مثل المغرب في أحد الملتقيات الدولية بصفته وزيرا للعدل. لكن مصادر مطلعة من داخل الحزب أرجعت التأجيلات المتكررة لاجتماعات المكتب إلى الخلافات التي تقسم أعضاء المكتب على خلفية نتائج المؤتمر الأخير الذي عقده الحزب، وفشل المؤتمرين في انتخاب قيادة متوافق عليها. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن جهودا حثيثة يبذلها هؤلاء الفرقاء للتوصل إلى صيغة توافقية تنهي حالة الفراغ التنظيمي التي بات يعيش على إيقاعها الحزب، مضيفة أن الهدف من التأجيلات المتكررة هو تمطيط المدة الزمنية ما أمكن إلى حين إنضاج الشروط لعقد لقاء رسمي والتوافق على قواعد لعبة جديدة. وكشفت المصادر ذاتها أنه رغم حالة الجمود التي تبدو على ملامح الحزب، فإن فرقاء الأزمة أطلقوا، مباشرة عقب اختتام المؤتمر، ما يسمى بالدبلوماسية الموازية من أجل تذليل الصعاب أمام سيناريو معين يتمثل في التوافق على عبد الواحد الراضي ككاتب أول، والحبيب المالكي وفتح والعلو نائبين له. وتضيف المصادر أن هذه الصيغة ستكون جوهر المشاورات الجهوية التي سبق لأعضاء المكتب أن عبروا عن عزمهم إطلاقها، دون تحديد ما إذا كانت هذه المشاورات ستعم باقي المناضلين أم أنها ستنحصر في لائحة المؤتمرين. لكن فتح الله والعلو، أحد المترشحين لمنصب الكاتب الأول، نفى، في تصريح ل«المساء»، أن يكون هناك أي سيناريو يتم الإعداد له في الكواليس، مضيفا أن كل ما أثير حول التوافق على شخص الراضي ككاتب أول هو مجرد نسج من «الصحافة المغربية التي يعرف الجميع أنها فاقدة للمصداقية»، مشيرا إلى أن أسباب عدم انعقاد اجتماعات المكتب السياسي تعد عادية بالنظر إلى وجدود عدد من أعضاء المكتب خارج الوطن، نافيا أن يكن هناك أي خلاف بين أعضاء المكتب يحول دون جلوسهم وجها لوجه. من جانبه، كشف محمد كرم، عضو المكتب السياسي للحزب، أن اجتماع المكتب السياسي، الذي تقرر عقده غدا الثلاثاء بمقر الحزب بالرباط، سيخصص حيز منه لتقييم نتائج المؤتمر الثامن الذي باء بالفشل. ونفى علمه، في تصريح ل«المساء»، وجود أي سيناريو يتم إعداده في الكواليس يتوج الراضي كاتبا أول للحزب، لكنه أكد بالمقابل أن كل شيء يبقى قابلا للنقاش. إلى ذلك، أكدت لطيفة الجبابدي، عضو المكتب السياسي، أنه لا علم لها بأي صيغة توافقية يتم إعدادها تنهي أزمة الفراغ الذي تعيش على إيقاعه مؤسسة الكاتب الأول للحزب، لكنها تشير بالمقابل، في تصريح ل«المساء»، إلى أنها لا تكذب، كما لا تصدق هذه الأنباء، موضحة أن حزبها يعيش حاليا على إيقاع هضم ما جرى خلال المؤتمر الأخير وتقييم نتائجه مع التحضير للمؤتمر القادم، مضيفة أنهم يعيشون حاليا على إيقاع التأمل والتفكير في هذه الأزمة، والبحث عن سبل للخروج منها عبر التوافق على صيغة ترضي جميع الأطراف.