«كيف لمواطن أن يشيّد منزله بعشرات الملايين من السنتيمات، ويُفرض عليه تصميم واجهة تتلاءم وجمالية مدينة وجدةالمدينة الألفية وسياسة تأهيلها، من طرف لجنة للبناء والتعمير ممثلة للعديد من المصالح...، بعد كلّ هذا يأتي المكتب الوطني للكهرباء ويعيث في الواجهات فسادا وتشويها وإتلافا دون حسيب ولا رقيب»، يصرح أحد سكان حي الزيتون من ودادية عبدالله كنون بوجدة وهو يشير إلى الأسلاك التي تم مدّها من طرف مصالح ذات المكتب، عبر تعليقها على جدران منازل الحي. وتساءل مواطن ثان عن سبب مدّ تلك الأسلاك بطريقة تحت أرضية لأصحاب الفيلات والمحظوظين ببعض الأحياء التي توصف بالراقية في الوقت الذي يتمّ سلوك هذه الطريقة بأحياء شعبية وآهلة بالسكان وكثيرة الحركة قد يشكل تداخلها وتشابكها وتعليقها على الواجهات خطرا على الساكنة، «وهذا يعني شيئا واحدا، وهو أن المكتب الوطني للكهرباء يتعامل بطريقتين حسب فئتين من السكان، فئة من النخبة وفئة الآخرين من سواد الشعب». ووجه رئيس ودادية عبدالله كنون بحي الزيتون بوجدة رسالة استنكار وشجب، مؤرخة ب 14 يوليوز الجاري، إلى مدير المكتب الجهوي للكهرباء، جاء فيها أن مكتب الودادية الممثلة لساكنة حي الزيتون يستنكر ويشجب ويدين بشدة ما يقوم به المكتب الوطني للكهرباء، والمتمثل في مشروع مدّ الخطوط والأسلاك الكهربائية وتعليقها على واجهات المنازل، الشيء الذي يشوه هذه الواجهات بالثقوب ومقابض التعليق باسم المصلحة العامة، وأسبغ عليها منظرا لا يتوافق وسياسة الدولة، وسياسة رائد البلاد الملك محمد السادس الذي يولي أهمية كبيرة لتوسيع عمران المدينة ورونقها وما يلائم مشروع التكنوبول والواجهات الزجاجية والناطحات. وأشارت الرسالة، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، إلى أن المكتب الوطني للكهرباء لا يساير التطور العمراني الذي أراده ملك البلاد لربوع المملكة، ولا يريد مسايرة العصرنة ومدّ شبكته تحت الأرض، بل ولا ينظر إلى أفق 2050 بقدر ما ينظر ويفكر في التكلفة المنخفضة والرخيصة والتشبث بالمخططات البالية.