يكفي الزائر لمدينة تارودانت العريقة بأمجادها وتاريخها وعلمها وثقافتها وآثارها، أن يقف اليوم على ما تحقق فيها من منجزات واعدة حولتها من مدينة عتيقة في كل شيء إلى إحدى المدن العصرية الجذابة بجهة سوس ماسة درعة، لتتربع من جديد، وكما كانت في القديم ، على «عرش» أهم حواضر سوس، بفضل عزيمة رجالاتها بالمجلس البلدي الحالي الذين شمروا عن سواعدهم ووضعوا مخططات وبرامج ناجحة منذ توليهم مسؤولية تسييرالمدينة سنة 1992 . ويمكن لأي كان اليوم أن يسترجع الذاكرة إلى الوراء ليقارن بين تارودانت بالأمس واليوم، أي قبل سنة 1992 بالضبط ليلاحظ كم من تغيير شهدته المدينة من خلال إنجازات عديدة ، سواء على مستوى البنيات التحتية من طرق وواد حار وماء شروب وإنارة ، أوعلى مستوى المرافق السوسيوثقافية أوالرياضية أوالبيئية ، وكذا المشاريع الإقتصادية، وعلى رأسها السياحية التي ساهمت إلى جانب الصناعة التقليدية والنشاط الفلاحي، في الترويج الإقتصادي على أكثر من مستوى، بعد تأهيل المدينة سواء على مستوى مداخلها الرئيسية أو شوارعها وأزقتها وساحاتها أوحدائقها أوترميم أسوارها. ولمزيد من تسليط الضوء على أهم منجزات المجلس البلدي الذي يسير حاليا من قبل تجربة اتحادية خالصة منذ سنة، ومتميزة على مستوى التسييرالمالي والإداري، كما تشهد بذلك تقاريرالمجلس الجهوي للحسابات، والإدارة الترابية، أجرينا حوارا مع رئيس المجلس مصطفى المتوكل الساحلي، جاء كالتالي: من المؤكد أنكم سيّرتم المجلس البلدي لتارودانت في ظروف صعبة للغاية وورثتم إكراهات وتراكمات عديدة قبل 1992 ، نريد أن تبسطوا لنا وللرأي العام تفصيلا عن هذه التراكمات التي ما فتئتم تشيرون إليها في مداخلاتكم في مناسبات مختلفة؟ أولا أشكركم على هذا التذكير الذي أرى استحضاره بين الفينة والأخرى لأذكر نفسي وأعيد إحياء الذاكرة الشعبية حتى لا ننسى جميعا جزءا ومحطة من تاريخ هذه المدينة الصامدة... فكما يجب أن نتذكر نضالات سكان سوس ومنهم أهل تارودانت في كل الحقب التاريخية من دور الأمازيغ قبل الإسلام في إقامة حضارات قوية بالمنطقة إلى دورهم في نشر الإسلام في ربوع المغرب إلى دور تارودانت في عهود الأدارسة والمرينيين والمرابطين والسعديين... إلى الدور الهام لهم في الحركة الوطنية والجهاد من أجل استقلال المغرب... إلى دور الحركة الوطنية التقدمية في مواجهة قوية مع لوبي الإفساد والإقطاع والتسلط منذ 1956 إلى التسعينات ، ومازالت بعض أوجه ذلك الصراع مستمرة، فمثلا إذا كان التحالف الإقطاعي البورجوازي السلطوي ضد الاتحاديين في تارودانت خاصة والإقليم عامة قد أدى إلى اعتقالات ومتابعات طالت رموز الحزب بالمنطقة وقواعدها نظرا لارتباط الجماهير الشعبية بالحزب ونضالاته، وذلك في نهاية الخمسينات وفي أوائل السبعينات ونهايتها كذلك، مع استمرار المضايقات والتهديد والابتزاز طوال الثمانينات حتى أوائل التسعينات، وهنا أثير الذاكرة حتى لا نغفل عن الإقطاعيين ومرتزقة مال الشعب ومحتقري حقوق الساكنة الذين يتحينون الفرص للقضاء نهائيا على الفكر الوطني التقدمي وعلى الفكر التحرري النضالي وعلى المواطنة الحقة في مقابل إقرار التبعية والاستعباد والاستغلال والطبقية والدونية. ماذا كانت تقوم به السلطات الإقليمية ما بين 1976 و 1994 ضد ساكنة تارودانت؟ بكل بساطة أقول: إنهم فرضوا على الساكنة المكوس وتمويل الحفلات وجمع الجبايات للأسياد.... إنهم انتزعوا واستولوا على أهم الأراضي الفلاحية وأقصوا الفلاحين وحاربوهم. إنهم فرضوا على الساكنة تزليج جدران الشوارع. إنهم مارسوا القمع والتحقير ضد العمال والتجار والشباب بكل أشكاله. إنهم مارسوا على كل عمل جاد كل أشكال التضييق والخنق والمنع. إنهم كانوا يهددون كل من يطالب بحقوقه بأنه ضد الدولة وضد الحكم و... إنهم كانوا ضد المصلحة العامة بشكل سافر، وبعد تولي الاتحاديين التسيير سنة 1992 حيث قاد العامل آنذاك الحملة الانتخابية شخصيا وبمعية ومؤازرة مجموعة من الجبناء والنفعيين والإقطاعيين، فكان هذا العامل يمنع المجلس البلدي الاتحادي من غرس الأشجار ومن كل عمل إصلاحي بدعوى عدم استشارته وأنه هو الآمر الناهي...إلخ . إن تكراري بين الفينة والأخرى لسلبيات وخطورة تلك الحقبة لأنبه نفسي والساكنة من أن الذين أقصيناهم من الساحة السياسية بتارودانت بفضل تضامن والتفاف الساكنة وراء حزب القوات الشعبية.. لا يمكن أن يغمض لهم جفن لأنهم منعوا وحرموا من التلاعب بالمال العام والاستمرار في ابتزاز التجار والفلاحين..وأن تلك الشريحة الانتهازية ستتحين الفرص وستغير جلدتها وأحزابها لتعاود الانقضاض على تراث وتاريخ وخيرات المدينة... والأمر حاولوه في انتخابات 1997 وحاولوه في انتخابات 2003 واستعملوا الأموال وشراء الذمم، بل إنهم بذلوا الجهد لشراء بعض الاتحاديين..؟! وهاهم اليوم يحاولون مرة أخرى بكل الوسائل العودة إلى مواقعهم التي أقصاهم وطردهم المواطنون منها. لهذا يجب التذكير ويجب التكرار ويجب الاستمرار في النضال ويجب الحذر ويجب على الجميع حماية مصالح السكان. خلال ولاياتكم الثلاث، هل استطعتم وأنتم تتحملون مسؤولية تسيير الشأن المحلي التغلب على الإكراهات؟ وهل بقيت هناك من تراكمات إلى حد الآن لاتزال جاثمة أمامكم كرئيس للمجلس البلدي لتارودانت لثلاث ولايات متتالية؟ أعتقد أن التذكير الذي أشرت إليه في جوابي عن سؤالكم الأول ذكرت فيه معاناة المدينة والإكراهات في خطوط عامة وهنا سيكون الجواب تحصيل حاصل،، فإذا كانت الأمور كما لخصت آنفا فإن انعكاسات ذلك على الواقع ستكون كارثية وتشكل معيقات وعقبات أمام التنمية الفعلية فمثلا : كيف كانت الأوضاع المالية للجماعة؟ إنها باختصار متأزمة. كيف كانت وضعية التجهيزات التحتية (التطهير السائل/الشبكة الطرقية/الإنارة العمومية/المناطق الخضراء...)؟ الجميع يتذكر ويستحضر أن أكثر من 90 % من شوارع وأزقة المدينة كانت تعرف حالة ترد صارخة وترابية. والجميع يتذكر أن وضعية شبكة التطهير السائل كانت بالأحياء الشعبية وحتى خارج الأسوار ، تنذر بمخاطر وتهديدات حقيقية. الجميع يتذكر الضعف الكبير لشبكة الإنارة العمومية وحتى إيصال الكهرباء إلى العديد من المناطق بالمدار الحضري. الجميع يتذكر التردي الخطير للغطاء النباتي العمومي إلى انعدامه بالمناطق الخضراء. الجميع يتذكر وضعية مداخل المدينة وساحاتها وفضاءاتها التي كانت بدائية...إلخ. الجميع يتذكر غياب مرافق عمومية بالمدينة من ملعب في المستوى وغياب مكتبة عمومية وغياب مركبات، ونقص خطير في الآليات الجماعية الخاصة بالتطهير الصلب...إلخ. طيلة هذه الولايات الثلاث كنا نواجه بقوة وصرامة واستمرارية وتدبير فعال لمالية الجماعة وإجراءات تنظيمية واضحة و... كنا نواجه كل هذه المعيقات وتلك الإكراهات حتى ننقل المدينة من حقبة متردية إلى حقبة حسنة مع السعي إلى الأحسن والأفضل. فلو وجدنا تارودانت سنة 1992 في وضع متوسط لكانت النتائج مضاعفة لما حققناه خلال هذه الحقب. ومازال أمامنا ، رغم كل ما قمنا به من مجهودات جبارة... عمل كبير يهم إتمام أوراش التطهير السائل وبناء الطرق بالأحياء والدواوير بالمدار الحضري وهيكلة ما تبقى من الساحات وتجديد شبكة الإنارة العمومية في العديد من المحاور وتأهيل الأسواق والمراكز التجارية، كما يبقى أمامنا العمل الجوهري وهو إخراج المشاريع الاستثمارية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى لضمان تطوير الموارد المالية من جهة وخلق نهضة اقتصادية تعود بالنفع على ساكنة المدينة. كيف وجدتم التسيير اليومي للموارد البشرية والمالية في عهد المجالس السابقة قبل 1992؟ وكيف دبرتم شؤون المدينة؟ لن أطيل في ما قبل 1992 ولكن أجمله في محاور ثلاثة : هيمنة السلطة على القرار الجماعي وتوظيف للمؤسسة الجماعية لفائدة القرار السياسي للسلطات المحلية والإقليمية. تدهور على مستوى كل البنيات والمؤسسات المحلية. خلل مالي كبير على مستوى الموارد والصرف والتجهيز وارتفاع الديون مع ضعف الموارد إلى أزيد من 4 ملايير سنتيم. تفشي المحسوبية والزبونية والتلاعب بمصالح المواطنين... إلخ. وهنا بالنسبة لنا كفريق اتحادي واجه المؤامرات ومحاولات الإفشال من داخل المجلس ومن خارجه كان أولاها حث عامل الإقليم لرؤساء الجماعات سنة 1992 مباشرة بعد جلسة تسليم ظهائر الثقة الملكية على توقيع عريضة وقعها كل الرؤساء باستثناء واحد لم يكن حاضرا ضد رئيس المجلس البلدي بصيغة مازلت أتذكر بعض محتوياتها وجهت إلى وزير الداخلية من بين ما تقول : «أنا الموقع أسفله أدين وأستنكر الأسلوب اللاوطني الذي تعامل به رئيس المجلس البلدي لتارودانت المدعو المتوكل مصطفى مع ظهير الثقة المولوي بعدم تقبيله له..»؟!! وكان الهدف المبيت لعامل تلك المرحلة هو نزع الوطنية عن الرئيس واعتبار عدم تقبيل الظهير مسا بالمقدسات ..؟!! وبطبيعة الحال إنهم يطمحون على الأقل بأن يقال الرئيس وعلى الأفضل في نظرهم الإقالة زائد المتابعة القضائية... يضاف إلى ما قلت دفع جملة من المستشارين ولا أريد التفصيل هنا لأن الساكنة ستتذكر ما حصل آنذاك، دفعوا إلى جمع التوقيعات لإقالة الرئيس ولم ينقصهم في آخر معركتهم إلا صوت واحد لجمع ثلثي الأصوات اللازمة للإقالة، لكن صمود الإخوة الاتحاديين أفشل كل المساومات والمؤامرات. وأضيف إلى هذا الانطباع والتصور الذي غرسه السابقون والسلطة في نفوس العمال والموظفين وجعلهم يعتقدون بأن القادمين إلى المجلس، أي الاتحاديين، خطر على الأمة والدولة وعلى الموظفين..؟!! فكانت أولى المعارك هي : إفشال مؤامرة السلطة الإقليمية. تغيير التصورات القبلية لجزء هام من الموظفين وبعض الناس تجاه الاتحاديين.. بإبراز التدبير والعلاقات الاجتماعية والإنسانية والثورية للاتحاديين باعتبارهم المدافعين عن مصالح الشعب واختياراته وليسوا أعداء أو خصوما. بناء علاقات جديدة وأنظمة تواصل جديدة ونهج سياسة الانفتاح حتى على من يكنون لنا العداء. إفشال مؤامرات جملة من المستشارين الذين كانوا يهدفون إلى إقالة الرئيس وعندما فشلت أرادوا عرقلة عمل المجلس وإفشال كل عمليات البناء والتطوير. إيجاد صيغ بديلة للبناء والعمل الميداني بإشراك الساكنة في كل ما يحصل ويعلن وينجز. ماذا أضفتم للمدينة على مستوى المشاريع والبنيات التحتية والمرافق السوسيوثقافية والرياضية التي قام بها مجلسكم مما جعلها تتميز بالتفرد عن المجالس السابقة؟ إن الجواب عن هذا السؤال سيتطلب مني أن أقدم عرضا لن يسعه كتاب من مئة صفحة ، بدون مبالغة عن كل ما تم تحقيقه ماليا واقتصاديا وفكريا وإداريا وتقنيا وتشريعيا وتجاريا... لهذا سأعمد إلى الإشارة كعناوين فقط : 1 عبدنا عشرات الكيلومترات بالمدينة. 2 تم تبليط آلاف الأمتار بجل مناطق المدينة. 3 تمت هيكلة أهم الشوارع والعديد من الأزقة والممرات بالآجور الإسمنتي. 4 تمت تهيئة العديد من الأرصفة والممرات بالزليج. 5 تم تهيئ ساحات المدينة العتيقة الأساسية. 6 تم تزليج السوق الكبير. 7 تم تمديد شبكة التطهير السائل لتشمل وتعالج أهم محاور المدينة بالربط بين خارج الأسوار وداخل المدينة. 8 تمت إعادة هيكلة وتجديد شبكة التطهير السائل بالعديد من الأزقة والممرات بالمدينة العتيقة. 9 تم تمديد وتجديد وتوسيع شبكة الإنارة العمومية، مثلا استهلاك الإنارة العمومية سنة 93 كان 60 مليون سنتيم وفي 2008 كان 400 مليون سنتيم. 10 تجديد حديقة ابراهيم الروداني وتمديد الأغراس «الأشجار» لتشمل العديد من المواقع بالمدينة ومداخل المدينة. 11 بناء سوق جنان الجامع الجديد. 12 بناء خزانة بلدية. 13 هيكلة وتعشيب الملعب البلدي وبناء ملعب بلدي جديد. 14 تم نقل سوق باب الخميس الذي كان عشوائيا ومحاذيا للأسوار إلى الموقع الجديد بعد تسويره والشروع في التهيئ والتحضير لبناء المتاجر بسوق الجملة بالشراكة مع التجار. 15 توفير الاعتمادات لإعطاء الانطلاقة للمركب الثقافي. 16 صيانة الأسوار والأبواب. 17 بناء مدرستين ابتدائيتين. 18 معالجة مشاكل التعمير الموروثة. 19 تسوية وضعية أرض البلدية بسطاح المدينة قانونيا وماليا. 20 إعطاء انطلاقة لتجزئة الموظفين الجماعيين باستفادتهم بنسبة 100% . 21 إلغاء ونقل وإعدام المزبلة الكبرى التي كانت مقامة على 40 هكتارا بالمدينةالجديدة. 22 وضع تصور جديد لإقامة منتزه ومستنبت على موقع المزبلة القديمة، انتهت دراسته وسيكون من المشاريع المستقبلية القريبة. 23 تخصيص بقعة أرضية مجانا لإقامة مركب ألعاب القوى بتمويل من الدولة. 24 إحداث تجزئة التضامن لفائدة إعادة إيواء أصحاب الدور المهدمة الشطر I وسينطلق الشطر II قريبا. 25 تخصيص 10 هكتارات لفائدة بناء المركب الثقافي ومعهد للموسيقى ومسرح (بالشراكة)، وبمحاذاة المركب الثقافي بنفس المنطقة ستنجز قاعة مغطاة للرياضات الجماعية (بالشراكة). 26 تخصيص موقع جديد لبناء الشطر II من تجزئة التضامن لفائدة إيواء أصحاب الدور المهدمة (40 وحدة). 27 تخصيص 200 هكتار مع الشروع في إعداد الدراسات لإنجاز قطب حضري بسطاح المدينة الحديدة سينطلق العمل على 30 هكتارا منه لإقامة تجزئة للمواطنين تشمل توفير قرابة 1000 وحدة للسكن ما بين البقع أو البنايات. 28 تخصيص وعاء عقاري على 20 هكتارا لفائدة خلق منطقة المهن الملوثة وذات ضجيج في إطار إعادة تنظيم المدينة مع تجميع المهن وإعطائها قيمة مضافة ، والملف الآن في مراحله الأخيرة لانطلاق العمل به رغم كل العراقيل التي عرفها . 29 إنجاح إنجاز أهم وثيقة عمرانية التي يطلق عليها التصميم المديري والعمل الدؤوب من أجل إنجاح دراسة رد الاعتبار الخاصة بالمدينة العتيقة التي أصبحت في المراحل النهائية للتصديق وتواكبها دراسات إعادة الهيكلة لجملة من الأحياء خارج الأسوار والإعداد لانطلاق مشروع تصميم التهيئة.. وتجدر الإشارة إلى أن ملف الدراسات عرف كثيرا من التأخر والتماطل نظرا لتعقيد المساطر وتأخر مكاتب الدراسات في إنجاز عملها لوجود صعوبات ميدانية أو إدارية أو تقنية. 30 بناء علاقات دولية وتطوير التعاون اللامركزي وخلق شراكات في هذا الباب شملت أوراشا للتكوين / أوراش بالشراكة لبناء دار الدباغة / إنجاز دراسة هامة تعرف بأسوار المدينة وطبيعة المشاكل التي تعاني منها الأسوار ونوعية التدخل والتقنية الواجب القيام بها مع صور وتصاميم مقطعية للأبراج ومقاطع الأسوار على طول 7,5 كلم من الداخل والخارج، وكذا تهيئ دفتر موحد للترميم ينظم ويضبط مساطر ومناهج وطرق التدخل، كما نظم في إطار التعاون اللامركزي منتدى الجمعيات انطلقت أشغال دورته أيام 17/18/19 أبريل 2009... إلخ . سأكتفي بهذا السرد المركز لبعض محاور العمل الجماعي وما قمنا به تاركا التفصيل للسكان، لأنهم سيطلعون عليه في نشرة (مجلة) ستصدر خلال الأيام المقبلة ستتضمن تقديم حصيلة نشاط المجلس خلال هذه الولاية... ما يردده الرأي العام بتارودانت، هو أن المدينة شهدت في السنين الأخيرة توسعا عمرانيا خارج الأسوار، مما جعل البعض يؤكد أنها ستعرف تمايزا بين المدينة القديمة والجديدة المرتقبة «بسطاح» المدينة، فما هي تكهناتكم بشأن هذه المدينةالجديدة؟ وما هي إضافاتها على مستوى التعمير والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية والعلمية؟ عندما أشرت إلى إعداد جزء أساسي من وثائق التعمير وقرب إعداد دراسات أخرى فهذا معناه وبعد عمل على مستوى الدراسات انطلقت منذ 1994 حتى اليوم 2009 ومازال أمام المجلس قرابة 6 سنوات أخرى لإتمام كل الدراسات.. قلت هذا معناه أننا حددنا التوجهات الكبرى للتعمير، ومعناه تحديد وتدقيق خصوصيات المدينة العتيقة ، ومعناه تحديد مجالات التوافق والخصوصية التي ستميز النسيج العمراني بتارودانت لضمان جمالية ورونق.. وهذا معناه أن المسار الاقتصادي للمدينة كذلك اتضحت معالمه. فدراسة رد الاعتبار للمدينة العتيقة مهمتها تأهيل داخل الأسوار وحماية خصوصية المدينة والحفاظ على تراثها ومراكزها التقليدية والتجارية وكذا تأهيل الساحات والفضاءات وترميم الأسوار والأبواب وهيكلة الأزقة والممرات والشوارع والواجهات... إلخ، أما دراسات إعادة الهيكلة فهي تحاول معالجة الاكراهات الموروثة وتنظيم الأحياء التي بنيت بشكل غير منظم وعشوائي وتنظيم شبكتها الطرقية وتحديد مجالات ووظائف العمران بها في انسجام مع محيطها التاريخي والبيئي الطبيعي. أما دراسة تصميم التهيئة فهي تضع المنظومة والضوابط العمرانية والإطار التنظيمي الشامل للمدينة باعتماد الدراستين السابقتين معا.. وخلق قوانين للمعالجة الميدانية للعقارات وفق التصميم المديري بعيدا عن الارتجال والمزاجية (مراكز صحية / مدارس / ساحات / مرافق اجتماعية / منظومة التصاميم / الشبكة الطرقية... ). أما التصميم المديري فهو أم الدراسات الذي تخضع كل الدراسات الأخرى له وتقوم بتدقيق عمومياته وتوجهاته. وهنا لا بد أن نشير إلى أن المدينة فتحت وفق هذه الدراسة على ثلاثة محاور : 1 محور طريق أكادير من جهة الزيدانية وأولاد الغزال. 2 محور طريق المحايطة. 3 محور سطاح المدينة. والمحور الأول مهم اعتبارا إلى أنه يتضمن منطقة مفتوحة بالدرجة الأولى للنشاط السياحي.. أما محور سطاح المدينة فهو المدينةالجديدة بكل المواصفات بما فيها المحافظة على الخصوصية العمرانية والشكل العمراني للمدينة العتيقة.. وهنا لابد أن نشير إلى توجهات هذه المنطقة ، التي هي قطب حضري : 1 . فتح مناطق مهمة أمام إحداث تجزئات سكنية لتخفيف الضغط عن الحزام الأخضر. 2 . فتح مناطق للاستثمار السياحي. 3 . فتح فضاءات للبنيات الثقافية. 4 . فتح مناطق للبنيات الرياضية والترفيهية. 5 . فتح فضاءات للتجارة. 6 . فتح فضاءات لتنظيم المهن الملوثة وذات ضجيج 7 . فتح فضاء لتنمية الصناعة التقليدية وتأهيلها. وهنا لا بد أن نذكر بالمشاريع التي إما انطلقت أو أنجزت صفقاتها أو ستنطلق الدراسات عليها بسطاح المدينة : 1 . الجامعة : وهي من أهم الأعمال التي جاءت بعد اتصالات وطلبات وتدخلات أطراف عديدة وتفهم من الحكومة، وخاصة وزير التعليم العالي آنذاك الأخ خالد عليوة والأخ الحبيب المالكي.. وهي إعداد كلية متعددة الاختصاصات والتي شارفت أشغالها الكبرى على الانتهاء ولدينا وعود بأنها ستفتح برسم الموسم الدراسي المقبل إن شاء الله. 2 . انطلاق ورش المركب الثقافي والذي سيعتبر من أهم المركبات على الصعيد الوطني يليق بمركز تارودانت العلمي والتاريخي حيث يتضمن قاعة مسرح بحوالي 532 مقعدا بمواصفات فنية وتقنية جد عالية، ويتضمن ست قاعات للعروض والندوات كما يتضمن رواقا / بهوا للمعارض ويتضمن مكاتب إدارية، وجناحا فنيا وتقنيا وفضاء أخضر وساحات جد هامة، كما سيتضمن معهدا للموسيقى بإذن الله... وهو من مشاريع الشراكة. 3 . إعطاء الانطلاقة لصفقة القاعة المغطاة بالشراكة. وستعطى انطلاقة الأشغال قريبا. 4 . إعطاء انطلاقة لإعداد دراسة إعادة إسكان 400 أسرة. 5 . إعطاء الانطلاقة لإعداد دراسة قطب حضري مع العمران على مساحة 200 هكتار ووضع إمكانية التوسيع لتشمل 600 هكتار... 6 . التحضير النهائي لانطلاق تجزئة سكنية عمومية على مساحة 30 هكتارا تقريبا. 7 . إنهاء الدراسات الأولية لإعداد صفقة إحداث منتزه على مساحة 20 هكتارا ومستنبت على مساحة 10هكتارات. 8 . التحضيرات النهائية لانطلاق أشغال بناء مركب ألعاب القوى بتمويل من الجامعة والدولة. وخصصت الجماعة الأرض اللازمة مجانا للمشروع. 9 . التحضيرات النهائية لإخراج ملف تجزئة الموظفين الجماعيين إلى حيز التنفيذ (التصديق) 10 . التحضير لإحداث قرية الصناعات التقليدية بالتعاون مع الوزارة الوصية. 11 . التحضيرات النهائية لإعطاء الانطلاق لفائدة مشروع بناء متاجر سوق الجملة بالشراكة مع التجار. 12 . التحضيرات النهائية لإعطاء الانطلاقة لمشروع منطقة المهن الذي يشمل تنظيم كل المهنيين بالمدينة داخل مركب واحد من تجار وميكانيكيين وأصحاب مطالة والتلحيم.... في إطار الشراكة مع المهنيين. 13 . إعداد الإجراءات المسطرية والفنية اللازمة لإقامة مركب اجتماعي يتضمن (الهلال الأحمر/المعاقين1 و 2 ... إلخ). 14 . الإعداد بتنسيق مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لإقامة متحف ومؤسسة المقاوم وتاريخ المقاومة. كما أن دراسات أخرى في طور الإعداد أو في المراحل النهائية لإبرام صفقاتها...مثل: 1 . هيكلة ساحة الشهداء والتي تمتد ما بين باب الحجر وباب الخميس على مساحة تقارب 8 هكتارات. 2 . هيكلة ساحة مدارة الحسن II ، ما يسمى الآن بحديقة الأطفال. 3 . مشروع المجزرة البلدية الجديدة (الشراكة). 4 . مشروع المحطة الطرقية قرب مقبرة سيدي بوالذهب. 5 . التحضير لانطلاق توزيع المتاجر بسوق السمك بفرق الأحباب. 6 . الهيكلة الشاملة لسوق جنان الجامع. 7 . إعداد ملفات فنية لإقامة دور المواطن ببعض المناطق بالمدينة...إلخ كل ما قلت وما لا يسمح المجال بالإفاضة فيه يندرج في إطار العمل من أجل مواكبة حركة التوسع التي تعرفها المدينة بفضل هذه الأوراش والتوجهات، والأمر الآن أصبح أكثر من أي وقت مضى يتطلب المزيد من الجهد والمراقبة الصارمة لضمان نجاح كل الأوراش وانطلاق المدينة بشكل قوي نحو المستقبل الواعد إن شاء الله. يلاحظ الزائر للمدينة أن هناك أوراشا مفتوحة داخل الأسوار وخارجها، نريدكم أن تطلعوا القارئ عليها بكل تفصيل وكم بلغت الميزانية الإجمالية المرصودة لها؟ بالفعل هناك أوراش مهمة وضخمة تعم المدينة على كل المستويات، تشكل إقلاعا حقيقيا ، لاشك أنه سيعطي لمدينة تارودانت قيمة مضافة وسيحقق لها نموا مطردا ، وهنا لابد أن أؤكد أن تضافر جهود الجميع في إطار شراكة أعطت هذه النتائج وفق برنامج التأهيل الحضري للمدينة. حيث عمت أشغال التكسية بالآجور الإسمنتي العديد من الشوارع وأزقة وممرات المدينة العتيقة وبعض ساحاتها.. كما شملت الأشغال تهيئ أرصفة العديد من المواقع بمداخل المدينة.. وتهيئ وهيكلة ثلاثة مدارات.. بالإضافة إلى ذلك إقامة نافورتين واحدة صغيرة والثانية بممر النخيل... وهيكلة وتهيئة حديقة إبراهيم الروداني وتزليج كل ممرات وفضاءات السوق الكبير . كما همت الأوراش ترميم وصيانة العديد من المواقع بأسوار تارودانت. أما الأشغال على مستوى التطهير السائل فقد همت العديد من المناطق والأزقة والمواقع بما في ذلك بناء محطة للضخ بباب تارغونت. ولابد هنا أن أشير إلى أن هناك برنامجا في طور التصديق والآخر في طور التهييئ لإتمام أشغال التزليج والتبليط بالآجور الإسمنتي ستهم ما تبقى من المواقع داخل الأسوار والاعتمادات متوفرة ولله الحمد، كما ستهم الأشغال قريبا جدا مواقع جديدة لترميم الأسوار وكذا إعادة هيكلة وتهيئة أبواب المدينة حتى تتلاءم مع الطابع التاريخي والذاتي للمدينة.. ويصل المبلغ الإجمالي لمشاريع وأشغال التأهيل الحضري حوالي 51 مليار سنتيم على مدار 3 سنوات تشمل كل مناحي العمل الجماعي. ما هي الخلاصة التي انتهيتم إليها من خلال تجربتكم في التسيير للمجلس البلدي لتارودانت كرئيس لثلاث ولايات متتالية؟ فهل نجحتم في تحقيق ما كنتم تصبون إليه أم لا؟ ولماذا؟ وإذا قدر لكم أن تترشحوا مرة رابعة للرئاسة فما الذي ستسطرونه في أجندتكم كأولويات في التجربة المقبلة؟ سأجمل الخلاصات في ما يلي : 1 . التجربة أفرزت أن سياسة المقعد الشاغر في مجال الخدمة العامة والدفاع عن مصالح الساكنة غير مقبولة وغير منطقية ومتعارضة مع آليات البناء ومع الضوابط الشرعية. 2 . التجربة علمتني أنه بمقدار ما يبتعد المرء عن الترضيات وعن النفاق السياسي وعن لوبيات الإفساد بقدر ما يضمن نزاهة عمله واستقامة قراراته وارتباطها بقضايا الجماهير الشعبية. 3 . التجربة أبانت أن معاول الهدم لا تتوقف ولن تتوقف وعلى كل الفاعلين والمدافعين عن الصالح العام أن لا يتراخوا في عملهم وأن يدعوا جانبا الخلافات السياسية والحزبية الضيقة وأن يتجندوا لخدمة الشعب وتنمية المدينة. 4 . التجربة تعلن أنه بقدر ما تعمل بقدر ما تكشف أنك لم تنجز المطلوب والمنتظر، وبقدر ما تنتهي مشاريع حتى يتبين أن الحاجة إلى مشاريع أخرى أكثر إلحاحا، وبقدر ما تصنف أولوياتك اليوم للسنة أو الحقبة بقدر ما تظهر على السطح أولويات جديدة. واعتبارا إلى مكانة الجماهير الشعبية في قلوب الاتحاديين وأنهم يستحقون كل أنواع التضحية وكل الازدهار وكل النماء وكل العدل، فإن كل ما نقدمه وكل ما ننجزه لن يرضينا ومن يعتقد بأنه انتهى وأنجز كل ما هو مطلوب فقد أصبح مغرورا... لأن جدلية الحاجة والواقع والفعل الميداني لا تنتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها... أما إذا استحضرت ثقل الأمانة وثقل المسؤولية الشرعية أمام الله عز وجل ، فالحمل أثقل نرجو الله أن يتقبل منا العمل وأن يوفقنا للأفضل وأن يغفر لنا ما نسيناه أو أخطأنا فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما في ما يخص مسألة الترشح للمرة الرابعة فهذا الأمر موكول للحزب وتنظيماته وهو من له الرأي الأخير في ترشيحي من عدمه... أما ما الذي سنسطره في الأجندة كأولويات في التجربة الانتخابية المقبلة، فأقول باختصار: إتمام كل الأوراش التي أعطينا انطلاقتها على جميع الأصعدة. الاستمرار في تفعيل وتطوير وتنفيذ المخطط الخماسي والمخطط المديري للمدينة. بلورة توجهات الحزب وطموحات الساكنة في برنامج انتخابي سنعلن عنه في وقته. والأهم أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن حظي بثقة الناخبين وتأهل لتسيير المجلس فسيقوم مع حلفائه في التنمية والبناء الديمقراطي بكل ما هو مطلوب إداريا وماليا وتنظيميا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا بما يحقق اطمئنان الساكنة ويجلب لهم الخير إن شاء الله. كلمة أخيرة أشكركم في الأخير على سعة صدركم وأشكر «الاتحاد الاشتراكي» على هذه الاستضافة، وأحيي كل أطرها ، وأحيي وأترحم على شهداء الحرية والديمقراطية : المهدي بنبركة - عمر بنجلون - محمد كرينة...