على الرغم من إعلان فرنسا في سنة 1956 استقلال المغرب، إلا أن سلطات الاحتلال أبقت على تمثال المارشال ليوطي أمام عمالة الدارالبيضاء، أي في ساحة الأممالمتحدة لعدة سنوات، وهو ما كان يثير غضب الوطنيين المغاربة الذين طالبوا بإزالة التمثال الذي كان يرمز للاحتلال. الصورة التي التقطت في الثاني والعشرين من شهر أبريل من سنة 1961 توثق لحدث مهم في العلاقات المغربية الفرنسية، إذ توثق لنقل تمثال المارشال هيبير كونزاك ليوطي من المغرب إلى فرنسا على متن باخرة فرنسية، إلا أن التمثال عاد ليظهر من جديد على واجهة قنصلية فرنسابالدارالبيضاء. وحضر نقل التمثال كل من محمد المعمري زواوي، وزير البلاط الملكي، ووزراء فرنسيون من بينهم بياغ ميسمير وموريس كوف دوميرفيل، وادريس محمدي، والكولونيل المدبوح، والي الدارالبيضاء، وروجير سيدوكس سفير فرنسا بالرباط. ولد المارشال ليوطي في 17 نوبنر 1858 بمدينة نانسي وتوفي في توري في 27 يوليوز من سنة 1934، أسندت إليه مهمة القائم العام الفرنسي بالمغرب ابتداء من سنة 1912، عين وزيرا للدفاع أثناء الحرب العالمية الأولى، قبل أن يحصل على درجة المارشال الفرنسي في سنة 1921. ويرجع البعض شهرة ليوطي بالمغرب لطريقته وللسياسة التي نهجها، إذ بمجرد التحاقه بالمغرب جمع حوله العلماء والجواسيس لإطلاعهم على كل ما يهم أمور الحياة في المغرب، وسار بشكل يطبعه التناقض، فهو من جهة، كان يصرح بما يطبع تاريخ المغرب من حضارة وتميز، ويدافع عن مبدأ الحماية الفرنسية ويبررها من جهة أخرى.