استقبل الحسن الثاني كبار الفنانين من المشرق العربي في قصوره، مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش وفايزة أحمد. واقترح الملك الراحل في إحدى المناسبات على المطربة اللبنانية صباح أن تغني بصوتها الأغنية المعروفة «ما أنا إلا بشر» لعبد الوهاب الدكالي، مما ساهم في انتشار تلك الأغنية في سنوات السبعينيات. يشير النقاد إلى أن الملك الراحل كان أول من وضع أسس ما كان يسمى ب»الأغنية الوطنية»، حيث سهر على اختيار كلماتها وألحانها ومطربيها الذين قرروا العدول عن فكرة الاستقرار فنيا بالمشرق العربي نزولا عند رغبة الحسن الثاني. علاقته بالفنانين كانت وطيدة، يضيف مصدر من نقابة الموسيقيين، إذ في ظرف لا يتعدى ثلاثة أيام يتم تأليف وتلحين الأغاني قبل الإسراع في الانتهاء منها في القصر الملكي في ساعة متأخرة من الليل، لترديدها أمام الملك وإدخال تعديلاته. وحسب أحد الفنانين المغاربة، الذين نشطوا سهرات خاصة أمام الحسن الثاني، فقد كان الراحل يمسك آلة الأكورديون ويشرع في العزف مع الفرقة الموسيقية ببراعة متناهية. اهتمامه بالفن تجاوز التفاعل مع الموجات الفنية التي عرفها العالم العربي إلى إشرافه على طبع الكتب، حيث كشف صالح الشرقي، عازف القانون، أنه لم يتوقع أن يقبل الحسن الثاني بفكرته بعد أن عرض عليه إصدار وطبع كتابه «المستظرف في قواعد الموسيقى المغربية». ويتذكر أحد المدراء السابقين للإذاعة المركزية بالرباط امتلاء قسم الأرشيف عن آخره بآلاف الأشرطة الغنائية، ليأمر قرار ملكي بالتخلص منها بنفيها إلى مدينة تمارة. واندمج الحسن الثاني وسط المجموعات الغنائية الشعبية مثل عيساوة وجيل جيلالة وناس الغيوان وإزنزارن، حيث يتم استدعاؤهم لتنشيط حفلات ليلية خاصة يغنون فيها دون «خطوط حمراء»، ويبدأ عندها الملك مشاركتهم بالنقر على آلة ضبط الإيقاع.