نسج الملك الراحل الحسن الثاني علاقة خاصة مع كرة القدم، التي ظل يعتبرها قضية أساسية تحظى بأولوية خاصة مثلها مثل العديد من قضايا المملكة. وكان منذ صغره قد انخرط في صفوف الوداد البيضاوي في فترة الاستعمار، قبل أن يؤسس بعد الاستقلال فريقه الخاص الجيش الملكي، وظل يعين رؤساء جامعة كرة القدم ويشرف على مسيرة المنتخبات الوطنية منذ 1961 إلى منتخب 1998، وخلال هذا الإشراف كان الحسن الثاني ينزع جبة الملك ليرتدي بذلة المدرب والمدير التقني في الكثير من المحطات. يعترف الحسن الثاني في كتاب التحدي أنه يمارس رياضة الكولف، لكنه يعشق حتى النخاع كرة القدم التي لعبها وهو أمير ليصبح بعد ذلك رئيسا شرفيا لواحد من أكبر فرقها المغربية وهو الوداد البيضاوي خلال فترة ولايته للعهد... قبل أن يتحول إلى مدرب ومدير تقني للعديد من المنتخبات الوطنية التي كان يتابع مسارها عن كثب. ظل الحسن الثاني حريصا على متابعة الأحداث الرياضية الهامة، ولم يتردد في تخصيص استقبال كبير للعدائين سعيد عويطة ونوال المتوكل بعد حصولهما على الميدالية الذهبية في أولمبياد لوس أنجلس سنة 1984. وكشف في أحد تصريحاته أن العالم يعرف المغرب بسعيد عويطة أكثر مما يعرفه بملكه. وتابع الملك الراحل إنجازات المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم التي احتضنتها المكسيك سنة 1986، وظل على اتصال بأعضاء المنتخب عندما تأهل المنتخب المغربي إلى الدور الثاني ولعب مباراته الشهيرة مع نظيره الألماني. بعد عودتهم، استقبل الملك لاعبي المنتخب واختار وقتها اسم سكينة لكريمة حارس المنتخب بادو الزاكي. في أولمبياد أطلانطا سنة 1996، لم ينجح هشام الكروج في الفوز بالميدالية الذهبية في سباق 1500 متر بعد سقوطه على بعد 500 متر من خط النهاية، وما إن أكمل السباق حتى توجهت نحوه نوال المتوكل لتسلمه هاتفها النقال فقد كان الحسن الثاني يتابع السباق وتأثر للطريقة التي خسر بها الكروج، وخاطبه قائلا: «قم فأنت بطل».