ما مدى مصداقية ما يروج بخصوص أن المغرب سيعرف موجة حرارة غير مسبوقة منذ حوالي عشرين سنة في ظل ارتفاع الحرارة خلال هذه الفترة؟ الأمر يتعلق بتهويل فقط، فموجة الحرارة واردة في هذه الفترة من السنة، لأننا في فصل الصيف، ولسنا أمام ظاهرة غريبة على المغرب وهي ظاهرة «الشركي»، فالحرارة نفسها، بل بنسبة أكبر، سجلت خلال السنوات الماضية، حتى أنها وصلت إلى 54 درجة في مدينة طانطان وكانت لها انعكاسات سلبية على القطاع الفلاحي السنة الماضية. وهذا التهويل حصل لأن الحرارة لم تكن مرتفعة في الشهر الماضي، علما أن بداية الصيف كانت في ال21 من يونيو الماضي، وأن ارتفاعها هذا الأسبوع أثار تخوفات المواطنين، وهي تخوفات أجدها محمودة حتى يأخذ الجميع احتياطاته تجنبا لأي مضاعفات ناتجة عن التعرض للشمس. ما هي أسباب هذا الارتفاع في درجة الحرارة، وما هي أهم المناطق التي يرتقب أن يسجل بها؟ أولا، ستتراجع موجة الحرارة ابتداء من غد الأحد بمختلف مدن البلاد، والارتفاع الذي سجل خلال هذا الأسبوع ناتج عن صعود كتلة هوائية جافة وحارة من الصحراء نحو الشمال، وإثر اصطدامها بسلسة جبال الأطلس تصبح أقل رطوبة، حيث ترتفع حرارتها، وهو ما يفسر بظاهرة «الشركي» المعروفة لدى المغاربة. وستعم موجة الحرارة المناطق الشمالية الشرقية من بوعرفة إلى وجدة والوسطى والجنوبية، حيث يرتقب أن تتأرجح ما بين 42 درجة و45 درجة تحت الظل، كما ستصل إلى 44 درجة في الحوز بمدينة مراكش، وهضاب الفوسفاط، إذ ستسجل 43 درجة بخريبكة، بينما ستصل بأكادير وورزازات إلى 40 درجة، في حين ستسجل بالراشيدية وباقي المدن الجنوبية 41 درجة، بينما ستصل بأوسرد إلى 45 درجة. وتظل الحرارة معتدلة نسبيا على طول الشريط الساحلي الممتد من الجديدة إلى القنيطرة، حيث يرتقب ألا يتجاوز معدل الحرارة 29 درجة تحت الظل. ما هي الاحتياطات التي تنصحون المواطنين باتخاذها؟ من المعلوم أنه مع ارتفاع درجة الحرارة ترتفع نسبة الحرائق، حيث تكون سرعة اشتعال النيران سهلة، خاصة بالغابات والأراضي الزراعية، وهو ما يدعو إلى ضرورة تجنب إشعال النار بهذه الأماكن تجنبا لخطر الحرائق بالغابات والمزروعات، لأن الجو الجاف والحرارة يساعدان على ذلك. كما ننصح المواطنين بالإكثار من شرب الماء تجنبا للاجتفاف، خاصة الفئات المسنة وفئة الأطفال، على الأقل لتر ونصف من الماء يوميا. ارتفاع الحرارة أيضا يتهدد أيضا مصالح مربيي الدواجن، حيث يمكن أن تتسبب الحرارة في نفوق هذه الدواجن بسبب عامل الحرارة في حال لم يتم أخذ الاحتياطات اللازمة لتلطيف الأجواء والتهوية.