أصبحت مشكلة الاحتباس الحراري حديث الساعة بين الأوساط العلمية، وذلك بعد أن طُرحت بقوة على الساحة السياسية وأصبحت محل نقاش العديد من الدول الكبرى، وبعد أن أدرك الجميع مدي خطوره تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدد مناخ كوكب الأرض، والتي تنذر بانقراض أنواع كثيرة من الأحياء. وعلى عكس ماجاء، توقع عالم روسى أن تدخل الأرض قريباً عصراً جليدياً جديداً، مشيراً إلى استقرار درجة حرارة هذا الكوكب خلال العقد الماضي، كما استبعد استمرار الاحتباس الحرارى فى العالم. وأشار كابيبولوعبدوساماتوف رئيس مختبر أبحاث الفضاء فى مرصد بولكوف فى سانت بطرسبورج ، إلى أن المعلومات التى توصلت إليها الأبحاث الروسية والأجنبية، أكدت أن درجة حرارة العالم فى سنة 2007 كانت شبيهة بتلك التى كانت فى عام 2006، ومتطابقة مع درجات الحرارة خلال الفترة ما بين 1998 و2006. وأضاف عبدوساماتوف “هذا يعنى أن الأرض تجاوزت ذروة الاحتباس الحرارى خلال الفترة 1998 – 2005′′، مشيراً إلى أن الارتفاع فى درجة ثانى أكسيد الكربون فى جو الأرض ارتفع إلى أكثر من 4 بالمئة خلال العقد الماضي، مؤكداً أن الاحتباس الحرارى قد توقف بشكل عملي،موضحاً أن كمية الطاقة الشمسية التى تعرض لها كوكب الأرض نقصت بشكل كبير خلال نفس الفترة. كما توقع عبدوساماتوف انخفاضاً طفيفاً فى درجة الحرارة هذا العام بسبب الاشعاع الشمس الخفيف الذى شهدته الكرة الأرضية خلال السنوات الثلاثين الماضية. الاحتباس الحراري ظاهرة طبيعية زعم عالم الفيزياء الإسرائيلي البروفيسور نير شافيف الباحث بالجامعة العبرية، أن ظاهرة الاحتباس الحراري هي ظاهرة طبيعية تماماً وليست من صنع البشر . وقال شافيف: ” السؤال المثير هو: هل السبب هو البشر أم كونها ظاهرة طبيعية؟ من خلال البحث الذي قمت به وغيري من العلماء فإن السبب هو ظاهرة طبيعية لأن الشمس كانت نشطة خلال القرن الماضي، وهذا الارتفاع ليس بسبب ثاني اكسيد الكربون فالتأثير ضئيل، ومن الصعب قياسه.. ولأن ارتفاع درجات الحرارة طبيعي فليس هناك ما يمكن فعله.. هذا جزء من التحول المناخي “. وأشار الباحث إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري أرهقت العلماء في البحث عن ما يمكن فعله في المستقبل لوقفها، ولكن البروفيسور شافيف لا يخشى الأسوأ بل يؤكد أن درجة الحرارة ستعاود الانخفاض، ويقول:” إذا نظرنا إلى درجات الحرارة قبل 300 عام نجد أن الجو كان أبرد من الآن ولكن قبل ألف عام خلال العصور الوسطى كان الجو كاليوم أو ربما أكثر حرارة، فشعب الفايكنيج كان يجول في جرينلاند بسبب قلة الجليد هناك في ذلك الزمان، فدائما يوجد تقلبات مناخية.. ونحن الآن نواجه ارتفاعاً في درجات الحرارة وهذا طبيعي إذا نظرنا إلى التاريخ المناخي السابق للارض.” ويرى العلماء الذين يختلفون مع هذه النظرية أن استمرار تلوث البيئة وغيره من آثار الأنشطة البشرية ستؤدي إلى ارتفاع مستمر في درجة الحرارة مما سيشكل خطرا على بني البشر. أما البروفيسور نير فقد استعان بمعطيات علمية ومراقبة ودراسة للنجوم ونتائج بحثه تؤكد أن الأرض ستبرد بعد عقود ، ويؤكد: “ان التغيرات في المناخ هي بسبب نشاط الشمس المتغير، أحيانا نشط وأحيانا أقل نشاطا، وذلك يعني أنه بعد عقود يجب أن نتوقع من الشمس أن يقل نشاطها وبالتالي تنخفض درجات الحرارة .” عام 2050.. موعد مع التشرد وفي أحدث تقرير يظهر مدي خطورة تلك الظاهرة وما تمثله من تهديد واضح لكل سكان الكرة الأرضية، كشف تقرير منظمة إنسانية بريطانية أن ما لا يقل عن مليار شخص سينزحون بحلول 2050 بسبب ارتفاع حرارة الأرض الذي سيؤدي إلى تفاقم النزاعات والكوارث الطبيعية الحالية، وسيتسبب بنزاعات وكوارث جديدة. واطلق العلماء مؤخراً مصطلح جديد يدعى “لاجئى المناخ” على هؤلاء المشردين وقد وجه التقرير – الذي يحمل عنوان “مد بشري: أزمة النزوح الحقيقية”، تحذيراً واضحاً من وتيرة تسارع النزوح السكاني خلال القرن الحادي والعشرين. وأكدت المنظمة البريطانية أن عدد الأشخاص الذين نزحوا من ديارهم بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية، ومشاريع التنمية الكبرى “مناجم وسدود وغيرها” مرتفع أصلاً بشكل كبير، إذ يقدر بنحو 163 مليون شخص، مضيفة أن التغيرات المناخية ستزيد في المستقبل من ارتفاع هذا العدد. ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى “تحرك عاجل”، وإلى اتخاذ تدابير وقائية حازمة، معتبرة أنه “بالوتيرة الحالية، سيضطر مليار شخص إضافي إلى مغادرة ديارهم من الآن وحتى 2050′′، موضحة أن ارتفاع حرارة الأرض سيزيد في تفاقم عوامل النزوح الحالية والتسريع في أزمة نزوح ناشئة. وجاء في بيان جون دافيدسون أحد معدي التقرير قوله : “إننا نعتقد أن النزوح القسري، أصبح يشكل أكبر خطر على السكان الفقراء في البلدان النامية”. كل هذه التغيرات تعطي مؤشراً واحداً وهو بدء تفاقم المشكلة؛ لذا يجب أن يكون هناك تفعيل لقرارات خفض نسب التلوث على مستوى العالم واستخدام الطاقات النظيفة لمحاولة تقليل تلك الآثار، فرغم أن الظاهرة ستستمر نتيجة للكميات الهائلة التي تم إنتاجها من الغازات الملوثة على مدار القرنين الماضيين، فإن تخفيض تلك الانبعاثات قد يبطئ تأثير الظاهرة.