12-2009- صدر مؤخرا للكاتب الصحفي، حفيظ الفاسي الفهري، مؤلف بعنوان "الإحتباس الحراري والتغيرات المناخية : الطريق الطويل لكيوطو" والذي سيتم تقديمه خلال هذا الأسبوع بالرباط بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية. ويشكل الكتاب، الذي صدر عن دار النشر "الرسالة - الرباط" والواقع في 224 صفحة، إسهاما في التفكير الجماعي المنصب على ضرورة اتخاذ حكومات البلدان المصنعة تدابير تطوعية كفيلة بالحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويقترح الكتاب قراءة متبصرة لتقارير ثلاثة رئيسية نشرها الفريق الحكومي للدراسات حول المناخ التابع لمنظمة الأممالمتحدة، وهي التقارير التي توضح جليا تأثير النشاط البشري على التغير المناخي.
وكما هو مبين في العنوان، يعرج الكتاب على كل مراحل المفاوضات حول المناخ منذ انعقاد قمة ريو في شهر يونيو 1992 إلى الآن، مرورا بدخول بروتكول كيوطو حيز التنفيذ، مستندا في تحليل الظاهرة على الدراسات العلمية لمراكز دولية مرموقة.
وتوضيحا لخطورة ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، يقف الكتاب عند الأبعاد التي يكتسيها ذوبان الكتل الثلجية بالقطب الشمالي، وتراجع حجم الكتل الثلجية بجبال الألب منذ سنة 1980 ، وتراجع البحر الجليدي بالقطب الجنوبي منذ 50 سنة ، فضلا عن استعراض الدراسات التي تنذر بانقراض ربع الكائنات النباتية والحيوانية في أفق 2050 .
ولم يغفل الكتاب أيضا الإتيان على ذكر بعض الكائنات المهددة بالإنقراض واختفاء الكتل الثلجية بقارات الكوكب الخمس، وكذا على أهمية الغابات في امتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي يهدد الأحياء البحرية.
ويبرز الكتاب التحديات السياسية والإقتصادية والثقافية والإيكلوجية لظاهرة الإحتباس الحراري، مع التركيز على أن أنماط العيش في الدول الغنية والفقيرة، على حد سواء، حيال التغيرات المناخية تسهم في تأزيم الظاهرة، وهو ما حذا بالكاتب إلى إطلاق صرخة استغاثة موجهة للأجيال القادمة مفادها أن الإنسانية ستعاني كثيرا من تأثيرات هذه الظاهرة في شقيها الحراري والمناخي.