تستقبل كوبنهاغن - التي تحولت الى العاصمة العالمية للمناخ- اعتبارا من أمس الاثنين ولمدة اسبوعين ممثلي192 بلدا في مسعى للتوصل الى اتفاق لمكافحة ارتفاع حرارة الارض مع اختتام حافل بحضور نحو مئة رئيس دولة وحكومة. وسيكون على الدول الصناعية والبلدان الكبرى الناشئة الاتفاق خلال اسبوعين على التزامات متبادلة بهدف حد ارتفاع حرارة الارض بدرجتين مئويتين وكذلك على الآليات التي ستعتمد لفرض احترام هذا التعهد. كما سيكون عليهم ضمان الدعم المالي للبلدان الاشد تعرضا للتغيرات المناخية وذلك بداية من العام المقبل. واشارت دراسة لفريق تحاليل المناخ (كلايميت اناليتكس) نشر عشية القمة الى ان التعهدات المعلنة في مستوى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تضع مستوى ارتفاع حرارة الارض عند5 ,3 درجات مئوية في 2100 . وسيكون الثمن الواجب دفعه في هذه الحالة, هو انهيار انتاج الحبوب وانقراضات بالجملة للاجناس, وارتفاع مستوى المحيطات والهجرة القسرية لمئات الملايين من الاشخاص بسبب الفيضانات والجفاف وندرة الانتاج. ويتعين اقرار آلية دولية جديدة في كوبنهاغن لتكون جاهزة للدخول حيز التنفيذ في الاول من يناير2013 مع نهاية سريان المرحلة الاولى من التزامات بروتوكول كيوتو. يوما واحدا قبل المؤتمر طالبت الأممالمتحدة ب 10 مليارات دولار سنويا خلال السنوات الثلاث المقبلة لتلبية الاحتياجات العاجلة للدول الأكثر تاثرا بالتغييرات المناخية. وقال السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة بشأن التغيرات المناخية ايفو بوير للصحفيين في كوبنهاغن « على المدى القصير سنكون في حاجة الى عشرة مليارات دولار عام 2010 وعشرة مليارات في2011 وأيضا عشرة مليارات في 2012 ويجب ان يصرف هذا التمويل سريعا». من جهته اعلن الاتحاد الاوروبي عن استعداده لمنح ما بين مليار و ثلاث ملايير يورو كمساعدات فورية للدول النامية خلال السنوات الثلاث المقبلة لكي تتمكن من التصدي لتأثيرات التغيرات المناخية. وسيتخذ قرار فى هذا الشان خلال قمة الاتحاد الاوروبى المقررة يومى الخميس والجمعة القادمين فى بروكسيل . ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في الوقت الذي دعا فيه خبراء في صندوق النقد الدولي الى توخي الحذر في المؤتمر لعدم تعطيل الجهود المبذولة مؤكدين أن الاقتصاد العالمي قد يستفيد من الاجراءات المضادة للتغير المناخي. واعتبر الخبراء في الصندوق أن احتمال التوصل الى اتفاق قد يساعد البلدان الاكثر فقرا التي تعاني أسوأ انعكاسات التغير المناخي لكن الدول الكبرى هي التي تحدد اتجاه الخطوات المقبلة. وكانت الدول المشاركة في مؤتمر الأممالمتحدة بشأن التغيرات المناخية بجزيرة بالى الأندونيسية في دجنبر عام 2007 قد أخفقت في التوصل إلى اتفاق بشأن تقليص انبعاثات الغازات بسبب إصرار الولاياتالمتحدة على إلزام الدول النامية الكبرى كالصين والهند بخفض انبعاثات الغازات. بدورها اكدت السلطات الصينية على ضرورة أن تتوج قمة المناخ بكوبنهاغن بإتفاق حقيقي بشأن تغير المناخ و ليس مجرد «إتفاق أجوف» وهذا بالرغم من إقتناع الصين بتعذر إبرام إتفاق ملزم قانونيا قبل سنة 2010 . وبمناسبة المؤتمر نشرت 56 صحيفة عالمية نفس المقال وهو يدعو جميع القادة الى اتخاذ اجراءات فعالة للتصدي للتغير المناخي خلال القمة ، وحذرت فيه من عدم التحرك تحت طائلة رؤية الكوكب يجتاحه الدمار.