يجتمع اليوم الخميس وغدا الجمعة، 120 رئيس دولة وحكومة في كوبنهاغن، للوصول إلى هدف واحد، يتعلق بالتوصل إلى اتفاق منصف وجوهري لحماية المناخ والحد من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري. وتسود لدى مختلف الأطراف والدول، رغبة أكيدة في التوصل إلى هذا الاتفاق في اليومين الأخيرين لمؤتمر كوبنهاغن، خاصة بعد أن استشعر الجميع أن المفاوضات وصلت، إلى حدود أمس الأربعاء، إلى الباب المسدود، بعد أزيد من أسبوعين على انطلاق المؤتمر.
ورفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، قبيل وصوله إلى كوبنهاغن للمشاركة في القمة، الحديث عن "فشل" مؤتمر كوبنهاغن، قائلا "لا أفكر بفشل"، لأنه سيكون "كارثيا"، مضيفا أن الدولة التي "ستتسبب في ذلك ستكون معزولة، وستقع عليها مسؤولية تاريخية".
من جهته أعرب الرئيس الأمريكي، الذي ينتظر أن يصل غدا إلى كوبنهاغن، عن أمله في أن تكون مشاركته في القمة "مفيدة" من أجل التوصل إلى اتفاق "جوهري"، مضيفا أن "اجتماع زعماء دول متقدمة ودول نامية في قمة كوبنهاغن، يمثل فرصة لحل بعض المشاكل والتوصل إلى اتفاقية".
وأعلنت كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية، هيلاري كلينتون، في تصريح للصحافة إثر وصولها إلى كوبنهاغن، أن الولاياتالمتحدة مستعدة للمساهمة بمبلغ 100 مليار دولار، في أفق سنة 2020، في جهود مكافحة الاحتباس الحراري.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الخميس، إن الأنباء حول مؤتمر كوبنهاغن "ليست جيدة"، مشيرة، في نفس الوقت، إلى أن القمة ستفشل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ملزم، يحول دون ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من درجتين مائويتين.
غير أن ميركل أعربت عن أملها في أن يتمكن رؤساء الدول والحكومات، من إنقاذ المفاوضات، في ما تبقى من زمن المؤتمر.
وعشية انتهاء مؤتمر كوبنهاغن، أعلنت الهند، على لسان رئيس الوزراء، مانموهان سينغ، أنها تسعى إلى مقاربة بناءة للمضي قدما في الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة التغيرات المناخية.
وأضاف رئيس الوزراء الهندي أنه "لا يمكن معالجة ظاهرة التغيرات المناخية على حساب البلدان النامية"، مشيرا إلى أن بلاده على استعداد لبذل مزيد من الجهود شريطة أن تقوم البلدان الغنية بإعداد ترتيبات "موثوق بها"، في ما يتعلق بالدعم المالي ونقل التكنولوجيا إلى البلدان النامية.
وتذهب مجموعة 77، ومن بينها الدول الإفريقية التي تعتبر الأكثر تضررا من التغيرات المناخية، في الاتجاه نفسه، حيث تطالب بأن يتضمن الاتفاق مقتضيات ملزمة بالنسبة للدول المتقدمة، التي تتحمل المسؤولية الرئيسية في الانبعاثات الغازية.
وإذا تجاوزت المفاوضات وضعها الحالي، وتوصل رؤساء الدول والحكومات، في الساعات القادمة، إلى توافق حول مقتضيات الإتفاق، الجوهري والمنصف، لحماية المناخ والحد من الاحتباس الحراري، سيكون مؤتمر كوبنهاغن قد حقق نتائجه المرجوة.