فاقت موجة الحرارة السائدة حاليا بالمغرب الأرقام القياسية بسبب موجة الشركي وهبوب كتل ساخنة من الجنوب، وهو ما دفع المواطنين إلى إخلاء منازلهم والنزول بكثافة إلى الشواطئ، وحتى قضاء الليل برمته في الحدائق والمنتزهات، كما لم تخل موجة الحرارة هذه من حدوث بعض المآسي تمثلت على الخصوص في وفاة سائق طاكسي وحدوث بعض الاختناقات والحرائق "" وذكر مصادر صحفية محلية أن الحرارة بلغت في مدينة تاوريرت مثلا 50 درجةأول أمسالأربعاء ، وسجل محرار وكالة البنك الشعبي بالمدينة 58 درجة، مما جعل العديد من المواطنين المسنين يصابون بالاختناق. هذا، وقد عرفت مدينة أكَادير بداية هذا الأسبوع حرارة مفرطة واستثنائية لم تشهدها المدينة والمناطق المجاورة منذ عشرات السنين ، حيث بلغت يوم الإثنينالماضي ، حوالي 47.70 درجة حسب ما سجلته محطة الأرصاد الجوية بإنزكَان، وبمحطة مطار أكَادير المسيرة، فقد بلغت الحرارة حوالي48.5 درجة في الظل. وتسببت درجات الحرارة مشاكل صحية لذوي الأمراض القلبية والربو/الضيقة، كما أثرت على الرواج التجاري المحلي، واضطر مجموعة من التجار إلى إغلاق محلاتهم بين منتصف النهار والسادسة بعد الزوال. ويرى بعض الفلاحين أن استمرار موجة الحرارة سيؤثر على الفرشاة المائية والمحاصيل الفلاحية الزراعية وخاصة الطماطم والفلفل والبطيخ والدلاح. وتفتقر العديد من مدننا للبنيات التحتية كالمسابح والحدائق واستقطاب المواطنين، وحمايتهم من القيظ المفرط. وبخصوص ارتفاع درجات الحرارة، أكد محمد بلعوشي، المسؤول بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أن موجة الحرارة المفرطة التي يعرفها المغرب منذ السبت الماضي ستتواصل إلى غاية عطلة نهاية الأسبوع الحالي. وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة يفوق ما بين 8 و10 درجات في الظل، حسب الجهات، بالمقارنة مع المعدل الموسمي العادي، مبرزا أننا نبقى بعيدين عن الرقم القياسي الذي تم تسجيله بأكادير في غشت 1940 والذي بلغ 8 .50 درجة في الظل. ونصح بلعوشي المواطنين بشرب السوائل بكثرة وتجنب التعرض لأشعة الشمس، خاصة ما بين الساعة الحادية عشرة صباحا والخامسة مساء، لاسيما بالنسبة للأشخاص المسنين والأطفال أقل من أربع سنوات والمصابين بأمراض مزمنة. ومن المتوقع أن تبلغ درجات الحرارة، حسب مديرية الأرصاد الجوية، 47 درجة بالأقاليم الجنوبية وعبدة والرحامنة والشياظمة وسوس وسايس، وما بين 42 و 44 درجة في المناطق الأخرى.