يلعب الصوديوم دورا مهما في توازن السوائل داخل الجسم، فالصوديوم هو الأيون الموجب الرئيسي في السوائل خارج الخلايا، وهذا يؤدي إلى تنظيم حركة السوائل داخل الخلايا وخارجها وكذلك في التوازن الحامضي- القاعدي، كما أن له علاقة بالإثارة الطبيعية في العضلات. الصوديوم هو العنصر المعدني الوحيد تقريبا الذي قد يصل استهلاك الإنسان البالغ منه إلى (20 - 10) غراماً من ملح الطعام يومياً أي ما يعادل (8 - 4) غرامات من الصوديوم. وهذه الكمية تزيد عن احتياجات الجسم. ويفرز معظمها عن طريق البول في شكل كلوريد وفوسفات الصوديوم، مما يفسر عدم حصول أي نقص فيه رغم اتباع حمية خالية من الملح لأنه يتوافر بصفة مبالغ فيها في العديد من الأطعمة سواء طبيعيا أو كمضاف. وعادة لا تحصل مشكلة نقص الصوديوم في الظروف العادية إلا أن تصبب العرق الشديد في الطقس الحار، أو الحمى والإجهاد والإسهال يجعل الجسم يفقد كميات من الصوديوم أعلى مما يتناوله، وإذا لم يعوض هذا النقص فإن النتيجة تكون نقص الصوديوم في الجسم، وما يتبع ذلك من تشنجات عضلية، خاصة في عضلة القلب، وضعف عام، وصداع، وشعور بالغثيان. لحسن الحظ لا توجد أنزيمات تعتمد في نشاطها على الصوديوم كما هو الحال في معظم العناصر المعدنية الأخرى. يؤدي ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم إلى الشعور بالعطش مما يجعل الشخص يتناول كمية كبيرة من الماء تخرج مع البول. ويتميز ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم بارتفاع في ضغط الدم وهذا يعد أمرا خطيرا لمن يعاني من أمراض القلب والشرايين ومن الممكن أن تكون الجرعات الكبيرة من الصوديوم والمكونة من عدة جرامات لكل كيلو جرام من وزن الجسم مضرة جدا للجسم. كما يحدث التسمم للأطفال بأخذهم جرعات أقل من ذلك بكثير وذلك لأن الكلى عندهم ليست مكتملة النمو والتطور. ومحدودة القدرة على التخلص من الصوديوم بسرعة، وبالتالي فإن تناول أطعمة خالية تماما من ملح الطعام قد لا يضر الجسم في الحالات الطبيعية. يتواجد الصوديوم في الأطعمة الحيوانية والمعلبة أكثر من الأطعمة ذات الأصل النباتي الغنية بالبوتاسيوم، وفي مقدمة الأغذية المصنعة الغنية بالصوديوم الجبن واللحوم المملحة والمدخنة وكذلك الأغذية المعلبة المضاف إليها الملح كمادة حافظه ومحسنة للطعم كالشيبس، كما أن بعض الخضروات كالشمندر والجزر والكرنب والكرفس والسبانخ تحتوي على مقادير لا بأس بها من الصوديوم قد تكفي حاجيات الجسم. ويعتبر ملح الطعام هو المصدر الرئيسي للصوديوم في جسم الإنسان (40 % منه صوديوم)، حيث يضاف إلى الغذاء أثناء الطهي، كما يضاف إلى كثير من الأغذية المصنعة كمادة حافظة ومحسنة للطعم، وكذلك يستعمل على المائدة وهذا يجعلنا نتناول كميات كبيرة من الصوديوم قد تتجاوز حاجتنا اليومية، كما يحتوي ماء الشرب على حوالي 20 ميليجراما ملح لكل لتر من الماء، وقد تزداد هذه الكمية في بعض المناطق.