المغنيزيوم هو العنصر المعدني الثاني الذي يلي البوتاسيوم من حيث نسبة وجوده في العضلات وأنسجة الجسم الأخرى، ويوجد في جسم الإنسان البالغ حوالي (25) غ من المغنيزيوم وتوجد مرتبطة مع الكالسيوم والفوسفور في العظام وفي أنسجة الجسم اللينة وسوائله المختلفة. كما يتواجد المغنيزيوم في الدم بصورة رئيسية في خلايا الدم الحمراء. وتحتوي العضلات على كمية من المغنيزيوم أعلى من كمية الكالسيوم، بينما يحتوي، الدم على كمية كالسيوم أعلى من كمية المغنيزيوم. تتلخص وظائف المغنيزيوم الفسيولوجية في كونه منشطا جيدا لكثير من الأنزيمات، ويدخل في عملية تكوين العظام مع الكالسيوم والفوسفور، كما أنه مهم للجهاز العصبي وخصوصا في نقل الإشارات العصبية، وهو بذلك له دور في منع التشنجات العصبية وفي عمل الجهاز العضلي، حيث يلعب دورا مهما في عملية ارتخاء العضلات، بالإضافة إلى أن الغدة الدرقية تحتاج إلى المغنيزيوم لتصنيع الهرمون وخروجه للدم. نقص هذا العنصر في الجسم يؤدي إلى أعراض متفاوتة بالنظر لدور المغنيزيوم في تنشيط كثير من الأنزيمات، فإن نقصه ينعكس على وظائف متعددة في الجسم، حيث يؤدي إلى حدوث تشنجات ورعشة ورجفان، ناتجة عن خلل في عمل الأعصاب التي تؤثر على العضلات، عدا عن أن نقص المغنيزيوم يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وينتج عن ذلك انخفاض في ضغط الدم، كما ينتج عن نقص المغنيزيوم حالة من فرط الإثارة والتشنجات. لحسن الحظ أن نقص المغنيزيوم قليل الحدوث لتوفره في أغلب الأطعمة إلا أنه يوجد أحيانا عند مدمني الكحول والأشخاص الذين يعانون من التقيؤ والإسهال لفترة طويلة، وكذلك عند الأطفال الذين يعيشون على الحليب لمدة طويلة دون وجود مصادر إضافية للمغنيزيوم، أيضا من بين الأسباب المهمة تعاطي الملينات ومدرات البول و بعض الأدوية التي تساعد على فقدان الوزن، وعند من يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والفشل الكلوي قد تؤدي إلى خفض مستوى المغنيزيوم في الدم. في المقابل يؤدي الإفراط في تناول المغنيزيوم إلى غثيان وقيء وانخفاض ضغط الدم ومشاكل للقلب، وغالبا ما تنتج الزيادة بسبب تناول المكملات الغذائية الغنية بالمغنيزيوم دون أن يكون الجسم بحاجه إليها فعلا ولا تحدث الزيادة عن طريق الأغذية إلا في حالة خلل في الكلى مما يؤدي إلى عدم طرح الزيادة منه. ينصح بتناول الأغذية الغنية بالمغنيزيوم طوال الوقت، خصوصا بالنسبة للأشخاص المعرضين لنقصه للحصول على كميات وافرة منه انطلاقا من مصادر طبيعية كونه متوافرا بشكل كبير في أغلب الخضراوات والحبوب الكاملة والخبز الكامل والبقوليات والمكسرات، تفاديا لنقصه، خصوصا عند الفئات المعرضة لذلك، وبالتالي اللجوء إلى المكملات الدوائية فليس هناك أفضل مما هو طبيعي.