حذر أطباء بريطانيون من أن التغذية المكونة من السوائل فحسب غير كافية بالنسبة إلى الحوامل، وأنها قد تصبح مضرة أحيانا كثيرة، حيث إن الإفراط في شرب السوائل يكثف العرق ويدفع إلى التبول بكثرة، مما يجعل الجسم يفقد الأملاح والفيتامينات، وهو الأمر الذي قد يلحق أضرارا بالقلب والشرايين الدموية، بالإضافة إلى الخلايا العصبية.. مع العلم بأن عدم شرب السوائل يعتبر أخطر بكثير من خطر الإفراط في شربها، حيث لا تصبح الحالة الثانية مهددة لصحة المرأة الحامل إلا عند فقدان توازن نظام التغذية. وانطلاقا من كون التوازن في نظام التغذية هو أهم مفتاح لنجاح الحمل، يجب على النساء الحوامل أن يدركن أن هناك بعض أنواع التغذية التي قد تحتوي على بكتيريا مضرة بالأم وجنينها، خاصة منها اللحوم غير المطبوخة جيدا والأجبان القديمة التي كثيرا ما تكون موردا لبكتيريا «ليستيريا»، وكذلك الدجاج والبيض الذي يغدو مصدرا لبكتيريا «السالمونيلا» عندما يكون غير مستو تماما، وقد تتحول هذه البكتيريا في كثير من الأحيان إلى عامل من عوامل الإجهاض ووفاة الجنين في رحم أمه. كما على الحوامل أن يتجنبن، خاصة خلال الصيف، تناول الوجبات التي تظل لوقت طويل خارج الثلاجة، على اعتبار أن البكتيريا تتوالد في الأجواء الدافئة. كما يجب الإقبال على الخبز الكامل، لأن الحبوب الكاملة تمد الأم والجنين بالطاقة، والابتعاد عن الدقيق الأبيض الذي يعد بدوره عاملا من عوامل الإمساك الواجب اجتنابه، مع ضرورة الحرص على تناول التفاح والمشمش والليمون الحامض واللحوم الحمراء، لأن الحوامض تحتوي على فيتامين «س» الذي يساعد على امتصاص مادة الحديد، في حين تعد اللحوم الحمراء مصدرا للحديد وحامض «أسيد أميني». كما ينصح بتناول الألياف والخضر لكونها غنية بحامض «أسيد فوليك» الضروري لحفظ الجنين من العاهات، وتنظف الجسم من السموم، وتحد من مضاعفات الحمل وداء السكري، وكذا شرب الحليب وتناول الأجبان لأنها تغني الجسم بالكولسترول الذي يقوي خلايا العصب خلال فترة الحمل. كما يجب على النساء الابتعاد عن الأكلات السريعة وعدم الإفراط في تناول الدهنيات حفاظا على وزنهن ولوقاية أنفسهن من أضرار الخصوبة وكذا الجنين من عاهات قد تكون غير متوقعة، خاصة وأن النساء الحوامل يتخذن من مظلة الوحم ذريعة للإكثار من الوجبات السريعة دون معرفة السلبيات التي قد تسببها الدهنيات خلال فترة الحمل، والقهوة التي تسبب جفاف الجسم، وتصيب بالإمساك أحيانا. أهمية السوائل خلال فترة الحمل أفاد باحثون بمنظمة الصليب الأخضر الألمانية، بأن شرب المياه يزيد حجم الدم في جسم الأم، وذلك أثناء فترة الحمل، وهو ما يتسبب في تخزين المياه في الأوعية الدموية. وأوضح الباحثون أن الطفل يحتاج إلى كميات كافية من السوائل لنقل الغذاء إليه، وكذلك لعملية تمثيل الغذاء في الجسم والدورة الدموية. وتجب الإشارة في هذا الصدد إلى أن أفضل شراب للمرأة الحامل هو المياه المعدنية الطبيعية، والمشروبات العشبية الساخنة، وتعتمد كمية السوائل التي تحتاجها الحامل على وزنها، حيث يتعين على الحامل التي يبلغ وزنها 75 كيلوغراماً أن تشرب 2,5 لتر من الماء في اليوم.