عندما يصاب طفلك بطفح جلدي على شكل حبيبات كالشوك مليئة بسائل شفاف، فهذا يعني أن طفلك مصاب بأحد أمراض الطفولة مرض جذري الماء أو العنقز أو ما يسمى بالدارجة المغربية ب«بوشويكة»، ويتعرض أكثر من 95 % من الأطفال للعدوى بهذا المرض في مرحلة الطفولة. تعريف المرض يعرف مولاي سعيد عفيف، أخصائي في أمراض الأطفال والرضع، أن جذري الماء أو العنقز أو «بوشويكة» بالدارجة المغربية مرض معد وشديد الانتشار، ولكنه ليس بالخطير، يسببه فيروس يدعى فارسيلا «Varicella»، كما يؤكد مولاي سعيد عفيف أن هذا المرض يصيب الصغار والكبار على حد سواء، ولكنه يعتبر أكثر الأمراض الفيروسية شيوعا بين الأطفال أقل من 5 سنوات، وتنتقل العدوى بصورة سريعة عن طريق الاحتكاك المباشر بالمريض أو عن طريق الرذاذ الخارج من الجهاز التنفسي للمريض، كما تنتقل العدوى بصورة سريعة بواسطة الاختلاط مع المريض، خاصة في المدارس والأماكن المزدحمة. وبما أن «بوشويكة» سريع العدوى فإنه ينصح بعزل المريض ومنعه من الاختلاط بالآخرين منذ ظهور الطفح الجلدي وحتى جفافه وزواله، ويكون المرض خفيفا في الغالب وتختلف حدته من طفل لآخر ويزول بعد بضعة أيام دون مضاعفات تذكر، إلا في حالات نادرة خاصة عند نقص المناعة وفي حالة حديثي الولادة وكبار السن. أعراض المرض يحدد د.مولاي سعيد عفيف أعراض المرض في ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، مع فقدان للشهية، احتقان في البلعوم، صداع وآلام متنوعة في الجسم تستمر لمدة 2-3 أيام قبل ظهور الطفح الجلدي والذي يكون عبارة عن ظهور بقع حمراء أو بثور جلدية تحتها بقعة حمراء صغيرة سرعان ما تتبدل إلى فقاقيع مائية مليئة بالسائل وأحيانا تكون ممتلئة بالصديد أو الدم تصاحبها حكة شديدة. ويظهر الطفح الجلدي على منطقة الصدر والبطن ثم تنتشر إلى الذراعين والوجه والساقين والعينين والعنق وباقي الجسم ، إذ تظهر بعض التقرحات في الفم وجفون العين والمنطقة التناسلية وربما تظهر على جدار الفم مصحوبة بحمى عالية، ويستمر ظهور الطفح يوميا لمدة خمسة إلى ستة أيام، حيث تبدأ بعد أربعة أيام البثور والتقرحات في الجفاف وعندما تجف يكون المرض غير معد ثم تنفصل بعد أسبوع تاركة وراءها ندبات خفيفة. ضرورة التطعيم يؤكد د. عفيف أن العدوى من شخص لآخر تبدأ قبل أربعة عشر إلى ستة عشر يوما من ظهور الأعراض المذكورة عند غالبية المرضى. ويضيف قائلا:«نحن كأطباء الرضع والأطفال نخبر أولياء أمور الرضيع بوجود لقاح ضد فيروس «بوشويكة» وبضرورة تطعيم الرضيع قبل إتمام سنته الأولى وبجرعة أخرى بعد شهر واحد من سنته الأولى حتى نتفادى الفيروس بنسبة 100 %، والتطعيم متوفر في الطب الخاص وليس تطعيما روتينيا، وأغلب الأسر تلقح أبناءها ضد المرض خوفا من الندوب التي قد يتركها على وجه وجسم الطفل، والتي لا يحبذها الآباء». خطورة المرض مرض «بوشويكة» ليس بالمعدي ولا بالخطير، ولكن قد يصبح خطيرا عندما يصيب الأشخاص من ذوي المناعة الضعيفة خاصة مرضى السرطان أو الكلي أو الذين يتناولون الأدوية الكيميائية. كما أن المرض خطير على الكبار في حالة الإصابة به، وبصفة خاصة المرأة الحامل إن لم تصب به في طفولتها، إذ يتسبب في حدوث تشوهات للجنين وعلى المواليد قد تكون مميتة، ويشدد المصدر ذاته على أن أغلب النساء الوافدات على عيادته يجهلن تاريخ إصابتهن بالمرض لذلك ينصح بضرورة الاحتفاظ بالدفتر الصحي. الاحتياطات اللازمة في حال الإصابة يجب عزل المريض عن الآخرين خاصة النساء الحوامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أو المرضى ذوي المناعة الضعيفة في حال عدم وجود إصابة سابقة بالمرض، كما يجب عدم ذهاب الطفل إلى المدرسة إلى أن تنتهي العدوى. وبالنسبة للأطفال الذين لم يلقحوا سابقا وأعمارهم دون ال13 سنة، يجب أن يتناولوا جرعة واحدة من هذا اللقاح، أما المراهقون والكبار الذين لم يصابوا بالمرض ولم يتلقوا أي جرعة من اللقاح، فيجب أن يتناولوا جرعتين منه بفاصل شهر بينهما. ومعظم الأطفال الأصحاء الذين يصابون ب«بوشويكة» لا تظهر عليهم أي مضاعفات، وعند حصول المضاعفات فإنها تحدث غالبا عند الأطفال ناقصي المناعة أو النمو أو الحاملين للأمراض المزمنة كالسرطان. أما عند إصابة الكبار والبالغين بهذا المرض، فإن العدوى تكون شديدة وتستمر الأعراض لفترة أطول مقارنة بالأطفال مما يجعلهم معرضين للمضاعفات أكثر.